شهر شوال
شهر شوال
هو الشهر العاشر من شهور السنة وفق التقويم الهجري ، وهو الشهر الذي يلي شهر رمضان ، وأول أشهر الحج التي تبدأ من أول يوم فيه وتنتهي بنهاية اليوم العاشر من شهر ذي الحجة [1]. وقد سمي بهذا الاسم نحو عام 412 م في عهد كلاب بن مرة الجد الخامس للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) .
سبب التسمية :
وقيل في سبب تسميته بهذا الاسم : إنه يتم فيه تشويل لبن الإبل ، وهو توليه وإدباره في وقت اشتداد الحر . وقيل بل سمي كذلك في موسم كانت الإبل تشول بأذنابها أي ترفعها ، فالناقة الشائل هي اللاقح التي ترفع ذنبها للفحل فيكون ذلك علامة على طلبها اللقاح في ذاك الوقت من السنة . لذلك كانت العرب في الجاهلية تكره فيه الزواج لما فيه من معنى الإشالة والرفع ، وتقول أيضاً إن المنكوحة تمتنع من ناكحها كما تمتنع الناقة إذا لقحت وشالت بذنبها ، وهناك رأي أخير يعزو الاسم إلى أنهم قالوا فيه شَوَّلوا ، أي ارتحلوا لأنهم كانوا يهربون فيه من الغارات ، إذ تكثر فيه الغارات تعويضاً عما بعده من الأشهر الحرم الثلاثة ( ذو القعدة ، ذو الحجة ، والمحرم ) فيلجئون إلى أمكنة يتحصنون فيها .
أسماؤه :
كان لثمود قوم صالح سلسلة مختلفة من الشهور كانوا يبدءونها بشهر رمضان الذي أطلقوا عليه اسم ديمر ، أما شوال فكانوا يسمونه دابر . وقد نظم أبو سهل عيسى بن يحيى شهور ثمود مبتدئاً بالمحرم ( موجب ) فقال :
شُهُورُ ثمود مُوجبٌ ثم مُوجرُ | ومُورد يتلو مُلزما ثم مُصدرُ |
وهَوبرُ يأتي ثم يدخلُ هوْبلٌ | وموْهاءُ قد يقفوهما ثم ديْمرُ |
ودابِرُ يمضي ثم يُقبل حيْفلٌ | ومسْبِلُ حتى تمّ فيهنّ أشْهرُ |
ومن الأسماء التي أطلقت عليه قبل الإسلام بزمن طويل واستعملته العرب العاربة بُرط ، و واغل أو وغل .ومعناهما الداخل على القوم في طعامهم وشرابهم من غير أن يدعوه ؛ وذلك لدخوله المفاجىء – أي شوال – وإعلانه انتهاء شهر رمضان الذي كانوا يكثرون فيه من شرب الخمر . وهذا الاسم أتى بين سلسلة العرب العاربة قبل الإسلام والتي جمعها الصاحب بن عباد[2] في هذه الأبيات :
أردْت شـهور العُرْب في الجاهلية | فخذها على سَرْد المُحَرَّم تشترك |
فمُـؤْتَرٌ يـأتي ومن بعدُ نـاجر | وخَوّان مع صُوان يجمع في شرك |
حنـين وزّبـا والأصَمّ وعـادل | ونـافِق مع وَغْـل ورنَّة مع بُرك |
المصادر :
بحار الأنوار ج55 ص 383-381
الموسوعة العربية العالمية ج 14 ص 284-285
——————–
الهوامش
[1] على بعض الأقوال ، وقيل إلى طلوع فجر اليوم العاشر منه : وقيل : بعد يوم النحر ، وقيل : إلى ليلة العاشر وقيل إلى يوم التاسع وقيل : إلى يوم الثامن ، وقيل : الأشهر الثلاثة كاملة .
[2] اسمه : إسماعيل بن عباد العباس المعروف بـ ( الصاحب بن العباد ) والصاحب لقبه ولد 326 هـ – توفي 385 هـ ( 938 – 995 م ) وزير غلب عليه الأدب استوزره مؤيد الدولة ابن بويه الديلمي .
انظر : الاعلام للزركلي ج1ص 316 ، أعيان الشيعة ج3 ص 328- 376 .