آية الله السيد ناصر السلمان الأحسائي قدس سره

آية الله السيد ناصر الأحسائي قدس سره

( 1291هـ – 1358هـ)

اسمه ونسبه:

 هو آية الله السيد ناصر بن السيد هاشم بن السيد أحمد بن السيد حسين بن آل السيد سلمان الموسوي الأحسائي ، فقيه شاعر .

 ولادته:

ولد السيد قدس سره في مدينة المبرز بمنطقة الأحساء في عام 1291هـ .

نشأته وحياته:

نشأ السيد قدس سره نشأة صالحة وتربى على يد أبيه الفقيه الكبير ، وبعد وفاة أبيه هاجر إلى النجف الأشرف موطن العلم والعلماء وأكبر جامعة في الفقه في عام 1316هـ وهو لم يتجاوز سن الخامسة والعشرون عاماً حيث أكمل هناك دروس المقدمات والسطوح وبعض العلوم الدينية فدرس علي بعض علمائها كالشيخ محمد طه نجف والشيخ هادي الطهراني . أقام السيد ناصر قدس سره في النجف الأشرف سبع سنوات ينهل فيها من العلوم الدينية والمعارف الإسلامية ، ثم عاد إلى الأحساء مرشداً عالماً تقياً ورعاً ، فمكث فيها مدة سنة كاملة حضر خلالها دروساً في الحكمة على يد الشيخ محمد بن الشيخ عبدالله آل عيثان ، ثم عاد إلى النجف الأشرف مرة ثانية حيث أقام فيها مدة تسع سنين ، درس خلالها على بعض علمائها كالشيخ ملا كاظم الأخوند وشيخ الشريعة الأصفهاني ، ولما كثر الطلب عليه من أهالي الأحساء لحاجتهم إليه وجعلوا مراجع الطائفة وسائط له ، وبعد وفاة معلمه وأستاذه سماحة الشيخ علي الخاقاني في سنة 1334هـ ، وكان السيد قدس سره يتردد بين الأحساء والنجف الأشرف حتى عام 1357هـ ، حيث عاد ومكث بينهم يفيض من معارفه ويرشدهم إلى ما فيه صلاحهم حتى وافاه الأجل .

من أساتذته:

1- والده السيد هاشم بن السيد أحمد الأحسائي .

2- الشيخ محمد طه نجف .

3- الشيخ محمود ذهب .

4- الشيخ هادي الطهراني .

5- الشيخ ملا كاظم الأخوند .

6- شيخ الشريعة الأصفهاني .

7- السيد أبو تراب .

8- السيد كاظم اليزدي .

9- الشيخ محمد كاظم الخراساني .

10- السيد عدنان السيد شبر الغريفي .

11- الشيخ محمد العيثان الأحسائي .

12- الشيخ علي الخاقاني .

من تلامذته:

1- آية الله الشيخ حبيب الله القرين .

2- السيد محمد باقر الشخص .

3- الشيخ عبد الكريم الممتن .

4- الشيخ محمد رضا آل كاشف الغطاء .

5- الشيخ كاظم الهجري .

من مؤلفاته:

* كتاب في الإمامة .

* كتاب في صلاة الجمعة .

من شعره:

من قصيدة في أمير المؤمنين عليه السلام:

لا تلمني فالنفس طال عناها *** من غموم يذكي الملام لظاها

لست أدري ولن أراني أدري *** أي ذنب لسيد الرسل طاها

يوم خانت عهوده في أخيه *** أمة قد غوت وطال عماها

 أضمرت حقدها له وهو حي *** فغدت في أخيه تشفي جواها

 دفعته عن حقه واستبدت *** عنه بالأمر ما أقل حياها

 وعليه يوم الغدير بخم *** أكد النص إنه مولاها

 ما كفاها تقديم تيم عليه *** وعدي وليته قد كفاها

 بل تعادت عليه لما تولى *** بحروب أضحت تشب لظاها

 كم دعاها إلى الهدى فعصته *** وأطاعت في كل أمر هواها

 وقضى مذ قضى وقد طلق الدنيا *** ثلاثا وعاش في أدناها

 حملوا نعشه فما مر إلا *** وانحنت كل تلعة وافاها

 دفنوا الحق والحقية لما *** دفنوه وأودعوه ثراها

 ومن رثائه للإمام الحسين عليه السلام:

صـالوا فـرادى على جمع العدى فغدت *** صـحاحه ذات كـسر غـير مـنأرب

وعــاد لـيـلهم يـمـحونه بـضبى *** لا يـتـقى حـدها بـالبيض والـيلب

حـتى إذا مـا قـضوا حق العلا ووفوا *** عـهد الـولى وحموا عن دين خير نبي

وجـاهدوا فـي رضـى الباري بأنفسهم *** جـهـاد مـلـتمس لـلأجر مـحتسب

دعـاهـم  الـقدر الـجاري لـما لـهم *** أعـد  مـن مـنزل فـي أشرف الرتب

فـغودروا فـي الـوغى مـا بين منعفر *** دامــى ومـنجدل بـالبيض مـنتهب

ظـامين مـن دمهم بيض الضبى نهلت *** مـن بـعد مـا أنـهلوها من دم النصب

لـهفي لـهم بـالعرى أضـحى يكفنهم *** غـادى الـرياح بـما يسفى من الترب

وفـوق أطـراف مـنصوب الـقنا لهم *** مـرفوعة أرؤس تـعلو عـلى الـشهب

ونـسوة الـمصطفى مـذ عدن بـعدهم *** بـين الـملا قد بدت أسرى من الحجب

وسـيّـرت ثـكـلا أســرى تـقاذفها *** الأمـصار تـهدى على المهزول والنقب

إن تـبكي إخوتها فـالسوط واعـظها *** وفـي كـعوب الـقنا إن تـدعهم تجب

وبـيـنها الـسيد الـسجاد قـد وثـقت *** رجـلاه بـالقيد يـشكو نـهشة الـقتب

 

وفاته:

في سنة 1357هـ توجه السيد قدس سره إلى خراسان ، بقصد الاستشفاء من مرض ألمَّ به في أثناء إقامته في النجف الأشرف ، ثم عاد بعدها إلى الأحساء ، وبقي تسعة أشهر . وفي ليلة الأربعاء الثالث من شهر شوال من عام 1358هـ انتقل إلى جوار ربه ، ودُفن في مقبرة الشعبة بمدينة المبرز .

وقد أرَّخ وفاتَه العلامةُ الشيخ محمد السماويُّ، منشدًا:

قضى ناصرُ الدين الوحيدُ  بعصرِه *** فناحَ عليه بالشـــــجاء معاصرُ

فإن يبكـيه الدينُ الحنيـــفُ فإنه *** على ذمة التـــاريخ  (غيبُ ناصرة)

وقد رثاه الشيخ عبدالله الوصيبعي في قصيده منها:

أصبح الكون لابساً للسّواد *** ولد الأفق داخلاً في حداد

وكذاك الأفلاك قد حيّرتها *** فجعة لم تزل ليوم المعاد

وجميع الأملاك ضجّت بصوت *** دخل الحزن منه كل بلاد

إلى أن قال:

كيف لا والفقيد قطب رحاها *** عالي الذكر طيّب الأجداد

هو بحر العلوم من جعل اللـّـه *** به للعباد سبل الرشاد

سيّد الخلق (ناصر) من نماه *** (هاشم) من سلالة الأمجاد

نصر الدّين كاسمه فعليه *** حق للدّين بالمصاب ينادي

فالمعزّ النّبي ثم علي *** فيه والسادة الكرام الجياد

وقد أرخ وفاته بقوله:

يا إله العباد مُنّ علينا *** بخليفٍ يدلنا بالرّشاد

يا رئيس الأنام عشت فريداً ** ولقد وسّموك بالأستاد

فتحولت في الجنان وأرّخت *** (حط شخص الرئيس بالأوهاد)

1358هـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنظر/

1- كتاب علي في الكتاب والسنة والأدب ج5 ص74- 75 .

2- كتاب أدب الطف ج9 ص187- 191 .

3- مقالة ” من سيرة الشيخ عبدالله بن عبدالوهاب الوصيبعي ” ، الكاتب/ أحمد البدر ، مجلة الواحة الالكترونية ، العدد ( 39 ) .

4- مقالة ” السيد ناصر الإحسائي.. فقيه إسلامي ومصلح اجتماعي ” ، الكاتب/ علي محمد المهدي ، جريدة الوطن الكويتية ، 14/12/2010م .

5- مقالة ” الإجازة الروائية عند علماء الأحساء ” ، الكاتب/ الشيخ محمد علي الحرز ، مجلة البصائر ، العدد ( 46 ) السنة 21 ، 1431هـ .

6- موقع عائلة البحراني ، مقالة بعنوان ” جولة ميدانية في فريج السدرة ” – الحلقة السادسة ، للمهندس/ عبدالله بن محمد إبراهيم البحراني .


أكتب تعليقاً