الخطيب الحسيني الشيخ عبد الزهراء الكعبي عليه الرحمة

الشيخ عبد الزهراء الكعبي عليه الرحمة

( 1327هـ – 1394هـ )

 

اسمه ونسبه:

هو الخطيب الشيخ عبدالزهراء بن الشيخ فلاح بن الشيخ عباس بن الشيخ وادي آل منصور الكعبي . وهو ينحدر من أسرة تنتسب إلى قبيلة ( بني كعب ) المنتهية إلى كعب بن لؤي بن وائل .

 

ولادته:

ولد الشيخ عليه الرحمة في مدينة المشخاب ( جنوب مدينة النجف الأشرف ) في العشرين من شهر جمادى الآخرة من عام 1327هـ ، في يوم ذكرى مولد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام ولذلك سمي بـ (عبد الزهرة).

 

من أساتذته:

1- الشاعر الشيخ عبد الحسين الحويزي .

2- الشيخ علي الشيخ فليح الرماحي .

3- الشيخ محمد بن داود الخطيب .

4- الشيخ جعفر الرشتي .

5- الشيخ محمد السراّج .

 

خطابته:

أخذ الخطابة على الخطيبين الشهيرين الشيخ محسن أبو الحب و الشيخ محمد مهدي الواعظ المازندراني ثم برع في الخطابة براعة فائقة حتى اشتهر بها و أصبح من مشاهير خطباء العراق البارزين و كانت له مجالس عامرة في المساجد و المدارس و الدور و الأسواق في كربلاء و مدن العراق . كما سافر إلى خارج العراق كالبحرين والقطيف والأحساء ولبنان وغيرها ، وحاز على إعجاب المستمعين هناك .

وقد امتاز الشيخ الكعبي عليه الرحمة بقدرته المنبرية الفائقة المتمثلة في قوة البيان والشجاعة في عرض الأفكار المقدسة للإسلام الحنيف وفي مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كما كان مهتم بحفظ القرآن الكريم ، والتأكيد على حفظ الأحاديث الشريفة للنبي وأهل بيته الكرام عليهم السلام بنصها ، فضلاً عن اهتمامه بالجانب الأدبي بانتقائه البليغ من عيون الشعر وعلى هذا يمكننا أن نستفيد بأن المواد الأولية للمنبر الحسيني هي : ( القرآن الكريم ، الأحاديث والخطب النبوية ، الشعر العربي الأصيل ) . و بعد ذلك يتم اختيار موضوع المنبر من التاريخ والأخلاق والتفسير والسيرة وغيرها .

وقد هيأ الشيخ الكعبي عليه الرحمة جيلاً من الخطباء البارعين بخطاباتهم وتأثيرهم في المجتمع ، فكان يؤكد عليهم في دروسه بالاهتمام بالمنبر الشريف ومقوماته وعوامل التوفيق لخدمته ، فتخرج من تحت منبره ودرسه عدد من الخطباء الكبار يربو عددهم على (300) خطيب حسيني بارع منتشرون في البلاد الإسلامية أمثال : الشيخ ضياء الشيخ حمزة الزبيدي والخطيب الشيخ على الساعدي والخطيب الشيخ عبد الرضا الصافي والخطيب الشيخ عبد الحميد المهاجر والسيد محمود الخطيب والشيخ أحمد عصفور وغيرهم .

وقد ذكر أحد تلامذته : أن أكثر من خمسين خطيباً تأثروا بأسلوبه وطريقته في الخطابة ، وكان يحرص على إعداد جيل من الخطباء متسلّح بثقافة دينية صحيحة وكان ينفق جل وقته في توجيه وتربية الخطباء الناشئين ويغدق عليهم بسخاء من مكارم أخلاقه وما يحتاجونه من خبرة منبرية واسعة .

 

من مؤلفاته:

للشيخ عليه الرحمة العديد من المؤلفات منها كتاب “الحسين قتيل العبرة” ، وديوان شعر مخطوط موسوم بـ( دموع الأسى ) .

ولقد كان الشيخ شاعراً مجيداً بالفصحى و العامية ، و لكن مُقلاً ، و كثيراً ما كان يلقي نتاجه من على المنبر .

فقال في مدح الإمام الصادق عليه السلام :

لأبي الكاظم الإمـــــام أيــادٍ *** ســــــابقات تعــمّ كل البرية

أظهر الله فيه شـــرعة طه *** بعد إخفائها فعــادت بهــــية

رويت عنـــه للأنــام علوم *** هي كانت من قبل ذاك خفية

فحفظنا تلك العلوم ومن ذا *** قد عرفنا بالفرقة الجـعفرية

وقال في قصيدة في مدح أمير المؤمنين عليه السلام :

خليفة طه في الــــــبرية حيــــدرُ *** وليس سواه في الأنام أميرُ

إذا امتاز أهل الأرض كيلاً فإنني *** ســوى حبهِ تاللهِ لستُ اميرُ

 

قراءة مقتل الإمام الحسين عليه السلام:

لقد ابتكر الشيخ عبد الزهراء الكعبي عليه الرحمة قراءة مقتل الإمام الحسين عليه السلام بثوبه الجديد واشتهر بقراءته أمام حشد هائل من الناس في صبيحة كل يوم عاشوراء من قلب مدينة كربلاء ، فقد كان يُقرأ القسم الأول منه من إذاعة بغداد و الاذاعات الأخرى . كما أن الفقيد كان يتلو القسم الثاني منه في الحسينية الحيدرية ، يوم العشرين من صفر ، وكانت إذاعة بغداد و إذاعات أخرى تذيع ذلك سنوياً .

 

وفاته:

سكت صوت الكعبي فجأة ، بعدما دُسّ السمّ القاتل له في القهوة وقدمت له في مجلس فاتحة حضرهُ الشيخ وبعض تلامذته في مدينة كربلاء المقدسة ، فرجع إلى مجلسه في صحن العباس عليه السلام وأثناء قراءته أصابته حالة إغماء سقط على أثرها من على المنبر وفي طريقه إلى المستشفى عرجت روحه الطاهرة إلى ربها راضيةً مرضية وكان ذلك في ليلة الجمعة الثالث عشر من شهر جمادى الأولى من عام 1394هـ ( وهي ليلة ذكرى شهادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ) ، عن عمر ناهز السبعة والستين عاماً .

وفي صبيحة الحدث الجلل والخسارة الفادحة هبت كربلاء عن بكرة أبيها ، وزحفت الجماهير من كل حدب وصوب لتشيع خطيبها المعظّم ، فحملت نعشه على الرؤوس ورفعت جنازته على الأكف ، وكان يوماً مشهوداً ضجت به الناس ضجّة واحدة ، وحنّت حنّة ثاكلة تشيعه الدموع الساخنة ، والزفرات اللاهبة ، وأصوات تسجيلاته تخترق الأفق نعياً وحزناً حتى أنزلوه في مثواه الأخير في مقبرة كربلاء .

و قد صدر بعد وفاته كتاب ” ذكرى خطيب كربلاء الشيخ عبد الزهراء الكعبي” بمناسبة مرور عشرين عاماً على رحيله ، كتبه نخبة من أدباء كربلاء .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنظر/

1- معجم الخطباء ، داخل السيد حسن ، ج1 ص227 – 254 .

2- الحسين والحسينيون ، نور الدين الشاهرودي ، ص279 .

3- خطباء المنبر الحسيني ، حيدر المرجاني ، ج2 ص188.

4- موقع ويكيبيديا .


أكتب تعليقاً