الخطيب الملا طاهر البحراني الأحسائي عليه الرحمة
الخطيب الملا طاهر البحراني الأحسائي عليه الرحمة
(1348هـ – 1419هـ)
اسمه ونسبه:
هو الخطيب الملا طاهر بن الحاج محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسين بن الشيخ ناصر بن الشيخ سليمان بن صالح بن أحمد بن عصفور البحراني الأحسائي .
وقال الأستاذ علي المهدي في كتابه شخصيات من الخليج ص278 (إنه أستاذي الفاضل الخطيب الحسيني البارع الملا طاهر بن محمد بن علي البحراني ، ويعود نسبه إلى أسرة آل عصفور البحرينية المعروفة بخطبائها وعلمائها الأعلام وبأدباءها لبارزين) .
ولادته:
ولد عليه الرحمة في الهفوف ( فريج الفوارس ) بالأحساء ، في شهر محرم الحرام عام 1348هـ .
رحلته مع المنبر الحسيني:
نشأ عليه الرحمة نشأة دينية إيمانية ، فختم القرآن صغيرا على يد الملا الأديب عبدالله الحسن بن إبراهيم ، كما تعلم الكتابة ومبادئ الحساب على الملا علي بن شهاب رحمهما الله تعالى .
وكان عليه الرحمة يجلس وهو صغير في مجلس أبيه ويستمع إلى الخطباء في مجلسه ، فأعجب بهم وبدأ يقلدهم ، فشجعه أبواه وكبار رجال العائلة والفريج .
ولما بلغ عليه الرحمة الثانية عشرة من عمره قرأ مقدما أمام خطباء تلك الفترة أمثال الملا علي والملا عبد الحميد أ بناء ملا حجي الممتن والملا ناصر النمر والملا محمد صالح المحيسن والشيخ كاظم الصحاف وملا عبد المحسن بن نصر (من القطيف) ، ثم حظى باهتمام الخطيب الكبير الشاعر الأديب الشيخ كاظم المطر (ت1390هـ) لما رأى فيه من علامات النبوغ والتميز في الخطابة الحسينية ، كما أن العلامة حجة الإسلام الشيخ حبيب بن قرين قدس سره (ت1363هـ) حث الشيخ كاظم على الاهتمام به وبالفعل قام الشيخ بتوجيهه وإرشاده ومتابعته .
ولما بلغ عمره السابعة عشرة توجه وأخوه محمد إلى العراق ، وكان مقر إقامتهما الكاظمية ، ومن هناك تنقل بين النجف وكربلاء والكاظميين وسامراء ، يأخذ من علمائها ويتزود من خطبائها ويسمر مع شعرائها وأدباءها ، فكانت سنوات مليئة بالعمل والدرس والتحصيل والخطابة ، وقد أثرت تلك السنوات في شخصيته وفكره وثقافته وخطابته ، ثم عاد إلى الأحساء خطيبا متميزا تحتضنه القلوب المؤمنة وترعاه عناية الشيخ كاظم المطر والشيخ العلامة عبد الكريم الممتن وعلماء الأحساء ورجالاتها .
وفي عام 1372هـ تقريبا توجه إلى الكويت واستقر بها حتى عام 1407هـ ، كان خلالها خطيبا وموجها ومرشدا ، كما تشرف هو وأخوه الحاج محمد بخدمة حجاج بيت الله الحرام من أهل الكويت سنوات عديدة ، فذاع صيته ، وعلا مقامه ، وفتحت له القلوب أبوابها ، فقد جمع مع خدمة الحسين عليه السلام وخدمة حجاج بيت الله الحرام .
وخلال إقامته في الكويت كان يتردد على الأحساء وخصوصا في محرم وصفر لإحياء مجالسه فيها وللتواصل مع علمائها وخطبائها ورجالاتها .
خطابته:
تطورت خطابته تدريجيا من التقليد للسابقين إلى التميز والتفرد باسلوب خاص في الشرح والتحليل والعرض والنعي ، وقد ساعده على هذا التميز تعلمه على أيدي خطباء مميزين ، ثم رحلته إلى العراق ( وهي بلد العلم والشعر والخطابة ) ، وإقامته في الكويت وهي تستقطب الخطباء من كل مكان على اختلاف مستوياتهم و عطاءاتهم ، أضف إلى ذلك اجتهاده في البحث والقراءة والاطلاع مع ما وهبه الله من حافظة قوية وذوق رفيع وصوت جميل وفصاحة في النطق وسلامة في مخارج الحروف وإحساس مرهف بالكلمة والإيقاع ، كل ذلك جعل لخطابته نسقا خاصا ، وبصفة عامة كان منبره تاريخياً اجتماعياً ولائياً أدبياً لا تعقيد فيه ، يسيطر على المستمعين بحضوره المميز على المنبر وبإسلوبه الخاص في طرح الموضوعات وتناولها من جوانب متعددة ، كما تميز بنعي شجي محزن يفطر القلوب ويفجر العيون ، ولذا كانت مجالسه مزدحمة تفيض علما وتموج من البكاء والنحيب على مصائب أهل البيت عليهم السلام ، ولذلك كله كان الخطيب الأول في الأحساء والخطيب المتميز في الكويت والخطيب الكبير في كل مكان يحل فيه ، وقد تأثر به كثير من الخطباء فاعتبروه أستاذا ومعلما لهم وإن لم يتعلموا عنده بشكل منتظم وبمتابعة منه بل بمجرد حضورهم مجالسه أو استماعهم للأشرطة كما عبر عن ذلك الكثير منهم .
توج عليه الرحمة خدمته للحسين عليه السلام بإنشاء حسينية الإمامين العسكريين عليهما السلام بالأحساء بجوار منزله ، وافتتحها في أول محرم الحرام عام 1413هـ ، وكان هو أول من قرأ فيها . وقد كان سعيدا بإنشائها ويشكر الله على هذا التوفيق ، وكان يحب الجلوس والمبيت فيها ، وكان يردد: ( لقد دللني الحسين عليه السلام كثيرا ، فكل ما نحن فيه من نعمة ومال وجاه ومحبة الناس واحترامهم كله بفضل الحسين ، فمهما نفعل فلن نوفيه حقه علينا ، فلا تتركوا خدمة الحسين أبدا ) .
أدبه وحبه للشعر:
مما لا شك فيه إن ملازمته لشعراء متميزين كعمه الشيخ عبد الكريم الممتن الجبيلي ، والشيخ كاظم المطر كان له الأثر الكبير عليه ، وخصوصا إذا عرفنا أن إنشاد الشعر ونقده وشرحه والجدل حول شوارده كان يتم عبر سمعه وقلبه منذ كان صغيرا في مجلس أبيه ، وفي ندوات عمه الشيخ عبد الكريم وصحبته وطلبته . فنشأ لذلك محبا للشعر والشعراء ، يحفظ شعر عمه الشيخ ، ومعظم شعر معلمه ، ويحفظ شعراً لا يحصى ، فكان يفرق بين صحيحه وسقيمه ، وجيده ورديئه ، وبالإضافة إلى حبه وتذوقه وحفظه للشعر كان يحفظ القرآن ومجموعة كبيرة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله ومعظم خطب الإمام علي عليه السلام وأقوال الأئمة عليهم السلام ، والحكم والأمثال والقصص والروايات ، ومن ذلك كله تكونت شخصيته المتميزة .
وفاته:
تعرض عليه الرحمة في حياته إلى كثير من البلاء ، فكان صابراً محتسباً ، وظل يعاني المرض ويكابده سنوات عديدة ، حتى وافاه الأجل المحتوم فجر يوم الخميس غرة شهر رجب عام 1419هـ ، في مستشفى الملك فهد المركزي بالهفوف ، فشيعته الأحساء إلى مثواه الأخير في حشد كبير ومشهد مهيب ، ودفن عليه الرحمة في الهفوف بمقبرة السديرة حيث يرقد أبوه عليه الرحمة .
ورثاه الشعراء بقصائد معبرة ، منها وصف الشاعر جاسم الصحيح بقوله:
بحر من الأيدي ونعشك زورق *** يطفو على موج الأكف ويغرق
وقد دفن عليه الرحمة بالهفوف في مقبرة السديرة حيث يرقد أبوه ، وكتب على قبره:
قبر يضم من السمــــاحة والندى *** جبلا ، يطاوله الهدى قنديـلا
يعلو به صوت الحسين مجلجلا *** فيمد عمرا في الخلود طويلا
فعلى ثراك الحر تهمي رحمـــة *** تترى سحابا بكرة وأصيـــلا
وأقيمت مجالس العزاء والتأبين حزنا على الفقيد الكبير في الأحساء والكويت والمدينة المنورة وسوريا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنظر/
1- مقالة ( الخطابة الحسينية في الإحساء .. تاريخ من العطاء ) ، للشيخ محمّد علي الحرز ، موقع معهد الإمامين الحسنين عليهما السّلام لإعداد الخطباء والمبلغين .
2- شبكة هجر الثقافية ، مقالة بقلم/ علي طاهر البحراني .
3- منتدى عائلة البحراني الالكتروني .
4- بعض المواقع الالكترونية .
12/06/2011 في الساعة 12:01 ص
رحمك الله يا جدي العزيز الملا طاهر البحراني
نشكر ادارة هذا الصرح المبارك على هذا التقرير
12/06/2011 في الساعة 12:03 ص
رحمك الله يا ملا طاهر البحراني
نشكر ادارة هذا الصرح المبارك على التقرير
08/11/2011 في الساعة 4:46 م
رحم الله ملا طاهر ونعم الخطيب قرأ في منطقتنا عدة سنوات وكان يحضى بتوفبق من الله والأئمة عليهم السلام حتى ان الجمع الذي يحضره في محرم كان يتبعه من حسينية الى حسينية وهل ذلك الا لصدقه واجتهاده في القراءة الحسينية رحمه الله رحمة واسعة .
19/11/2011 في الساعة 3:39 م
رحمك الله يا جدي .. وأسكنك مع محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين ..
ورحم الله من قرأ المباركة الفاتحه إلي روحه وأرواح المؤمنين والمؤمنات ,,
24/10/2012 في الساعة 5:15 ص
رحمك الاه رحمة واسعة ابا حسن لقد تربينا على صوتك ونعيك الحسيني المميز اللذي اصبح نهج يتبعه كثير من الخطباء .لقد امضيت عمرا في خدمة المنبر الحسيني فجزاك الله خير الجزاء واسكنك مع محمد وآله في فسيح جنانه