السيدة أم سلمة رضوان الله عليها

السيدة أم سلمة رضوان الله عليها

( زوجة النبي صلى الله عليه وآله ) 

اسمها ونسبها:

هند بنت ابي أمية حذيفة بن المغيرة المخزومي القرشي . أمها: عاتكة بنت عبد المطلب المخزومي . وزوجها الأول أبو سلمة عبدالله بن عبد الأسد بن المغيرة المخزومي .

 

أولادها:

سلمة ، عمرو ، درة ، زينب .

 

حياتها وزواجها من النبي صلى الله عليه وآله:

هاجرت رضوان الله عليها مع زوجها الأول إلى الحبشة ، ثم هاجرا إلى المدينة المنورة ، وفي معركة أحد جُرِح زوجها ثم استشهد متأثراً بجروحه ، وبعد انتهاء عدتها خطبها عددٌ من الصحابة فردتهم ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين فقبلت معتزةً وتزوجها ، وكانت أفضل نسائه بعد خديجة عليها الصلاة والسلام ، وقد حضرت زفاف الزهراء عليها الصلاة والسلام على أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام . وكان عمر أم سلمة حين الزواج : خمس وعشرون سنة ، وقد كانت أم سلمة موصوفة بالجمال ، والعقل الراجح ، والرأي الصائب . وكانت من أجمل الناس . ناصرت وصي رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعادت أعداءه ومحاربيه ، وقد أرسلت ابنها عمر إلى أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ليحارب معه عدوه يوم الجمل وقد ولاه أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام على البحرين .

 

السيدة أم سلمة والإمام الحسين عليه السلام:

لقد أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين السيدة أم سلمة تربة من قبر الحسين عليه الصلاة والسلام ، فقد روي الباقر عليه السلام قال : ( لما أراد الحسين صلوات الله عليه الخروج إلى العراق بعثت إليه أم سلمة رضي الله عنها ، وهي التي كانت ربته ، وكان أحب الناس إليها ، وكانت أرق الناس عليه ، وكانت تربة الحسين عندها في قارورة دفعها إليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فقالت: ” يا بني ، أتريد أن تخرج ؟ فقال لها: يا أمه ، أريد أن أخرج إلى العراق . فقالت: إني أذكرك الله تعالى أن تخرج إلى العراق . قال: ولم ذلك يا أمه . قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ” يقتل ابني الحسين بالعراق ، وعندي يا بني تربتك في قارورة مختومة دفعها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فقال: يا أماه والله إني لمقتول ، وإني لا أفر من القدر والمقدور ، والقضاء المحتوم ، والامر الواجب من الله تعالى . فقالت: وا عجباه ، فأين تذهب وأنت مقتول ؟ فقال: يا أمه ، إن لم أذهب اليوم ذهبت غدا ، وإن لم أذهب غدا لذهبت بعد غد ، وما من الموت – والله يا أمه – بد ، وإني لأعرف اليوم والموضع الذي أقتل فيه ، والساعة التي أقتل فيها ، والحفرة التي أدفن فيها ، كما أعرفك ، وأنظر إليها كما أنظر إليك . قالت: قد رأيتها ؟ ! قال: إن أحببت أن أريك مضجعي ومكاني ومكان أصحابي فعلت . فقالت: قد شئتها . فما زاد ان تكلم بسم الله ، فخفضت له الأرض حتى أراها مضجعه ، ومكانه ومكان أصحابه ، وأعطاها من تلك التربة ، فخلطتها مع التربة التي كانت عندها ، ثم خرج الحسين صلوات الله عليه ، وقد قال لها: إني مقتول يوم عاشوراء . فلما كانت تلك الليلة التي صبيحتها قتل الحسين بن علي صلوات الله عليهما فيها أتاها رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام أشعث باكيا مغبرا ” ، فقالت: يا رسول الله ، مالي أراك باكيا مغبرا ” أشعث ؟ ! فقال: دفنت ابني الحسين عليه السلام وأصحابه الساعة . فانتبهت أم سلمة رضي الله عنها فصرخت بأعلى صوتها ، فقالت: وا ابناه . فاجتمع أهل المدينة وقالوا لها: ما الذي دهاك ؟ فقالت: قتل ابني الحسين بن علي صلوات الله عليهما . فقالوا لها: وما علمك بذلك ؟ قالت: أتاني في المنام رسول الله صلوات الله عليه باكيا أشعث أغبر ، فأخبرني أنه دفن الحسين وأصحابه الساعة . فقالوا: أضغاث أحلام ، قالت: مكانكم ، فإن عندي تربة الحسين عليه السلام ، فأخرجت لهم القارورة فإذا هي دم عبيط ) .

 

وفاتها:

توفيت السيدة أم سلمة رضوان الله عليها في اليوم العاشر من شهر محرم الحرام من عام 62هـ ( وقيل 63هـ ) ، ولها من العمر أربعة وثمانون سنة ، ودفنت في أرض البقيع بالمدينة المنورة . وقد كانت رضوان الله عليها آخر نساء النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين وفاة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنظر/

1- الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ج5 ص244- 248 .

2- مستدرك سفينة البحار ج5 ص215.

3- مدينة المعاجز ج3 ص289 – 292 .

4- معجم رجال الحديث ج14 ص16 .

5- الثاقب في المناقب ص330 – 333 .

6- العقيلة والفواطم للشاكري ص229 – 246 .

7- أعيان الشيعة ج10 ص272 .


أكتب تعليقاً