السيد حسين بن السيد رضا بحر العلوم قدس سره

السيد حسين بن السيد رضا بحر العلوم قدس سره

( 1221هـ – 1306هـ‍ )

 

اسمه ونسبه:

السيد حسين ابن السيد رضا ابن السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي النجفي .

 

ولادته:

ولد السيد قدس سره في مدينة النجف الأشرف في عام 1221هـ .

 

حياته:

نشأ السيد قدس سره في مسقط رأسه النجف الأشرف ، فحضر على عدد من كبار علمائها ، ثم سافر إلى كربلاء المقدسة . وقد أصيب – بعد وفاة أستاذه صاحب الجواهر – بوجع في عينيه أدى بهما إلى ” الكفاف ” فأيس من معالجة أطباء العراق ، فسافر إلى طهران بإيران في عام 1284هـ للمداواة ، فلما استيأس أطباء طهران من علاجه قصد مشهد الإمام الرضا عليه السلام للاستشفاء ، فلما قارب الحضرة الشريفة أنشد في مدح الإمام والتوسل به والاستغاثة بقصيدته التي مطلعها:

كم أنحلتك على رغم يد الغير *** فلم تدع لك من رسم ولا أثر

إلى أن قال:

يا نيرا فاق كل النيرات سنى *** فمن سناه ضياء الشمس والقمر

قصدت قبرك من أقصى البلاد ولا *** يخيب – تالله – راجي قبرك العطر

رجوت منك شفا عيني وصحتها *** فامنن علي بها ، واكشف قذى بصري

حتام أشكو – سليل الأكرمين – أذى *** أذاب جسمي وأوهى ركن مصطبري

صلى الإله عليك – الدهر – متصلا *** ما إن يسح سحاب المزن بالمطر

وما إن أنهى إنشاء القصيدة ، حتى انجلى بصره ، وأخذ بالشفاء قليلا قليلا ، فخرج من الحرم الشريف إلى بيت أعد لاستقراره ، وصار يبصر الأشياء الدقيقة بشكل يستعصى على كثير من المبصرين . وبقي عدة أيام في مشهده يكتحل بتربتها .

بعد ذلك قفل السيد قدس سره راجعاً إلى العراق وجعل طريقه على بلاد ” بروجرد ” فألح عليه أهلها بالبقاء للتشرف بخدمته وللانتهال من بحره الزخار ، فظل هناك سنتين أو أكثر درس عليه – في أثنائها – عامة علماء بروجرد وأهل الفضل منهم . وخرج منها إلى العراق ، فوصل النجف الأشرف سنة 1287 ه‍ فاستقبله عامة أهاليها بالحفاوة والتقدير . وظل مواظبا على التدريس وإقامة الجماعة ، والزهد حليفه ، لا يفتر عن ذكر الله حتى لفظ النفس الأخير من حياته .

 

من أساتذته:

1- الملا مقصود علي .

2- شريف العلماء المازندراني .

3- الشيخ محمد حسن النجفي ، صاحب الجواهر .

4- الشيخ حسن ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء .

 

من تلامذته:

1- الميرزا جعفر ابن الميرزا علي نقي الطباطبائي .

2- السيد محمد بن إسماعيل الموسوي الساروي .

3- السيد مرتضى الكشميري النجفي .

4- الشيخ فضل الله المازندراني الحائري .

5- الميرزا صادق التبريزي .

6- الميرزا محمد الهمداني ، صاحب فصوص اليواقيت .

7- الشيخ عباس الملا علي البغدادي النجفي .

 

من أقوال العلماء في حقه:

1- قال عنه الشاكري في كتابه ” علي في الكتاب والسنة والأدب “: (( شاعر وعالم جهبذ مؤلف )) .

2- قال عنه السيد الأمين في كتابه ” أعيان الشيعة “: (( كان فقيهاً ماهراً أصولياً أديباً شاعراً جليلاً نبيلاً زاهداً ورعاً )) .

3- قال عنه السيد محمد بحر العلوم في كتابه ” الفوائد الرجالية “: (( … كان آية في العلم ، وروعة في الأدب ومثالاً أسمى للزهد والتقوى ، ورئيساً من رؤساء الشيعة ، وعلماً من أعلام الشريعة )) .

4- قال عنه  جواد شبر في كتابه ” أدب الطف “: (( … وكان آية في العلم وروعة في الأدب ومثالاً في الزهد والتقوى … )) .

5- قال عنه السيد حسين الصدر في كتابه ” تكملة أمل الآمل “: (( … كان من أكبر فقها ء ، عصره وأعلمهم ، وأحد أركان الطائفة … )) .

6- قال عنه الشيخ على كاشف الغطاء في كتابه ” الحصون المنيعة “: (( … كان علامة زمانه ، وفهامة أوانه ، محققاً ، مدققاً فقيهاً ، أصولياً ، لغوياً ، أديباً ، لبيباً ، شاعراً ، ماهراً ، حسن النظم والنثر … )) .

7- قال عنه الشيخ السماوي في كتابه ” الطليعة “: (( … كان أحد مجتهدي الزمن الذين انتهى إليهم أمر التقليد ، وكان مشاركاً في أغلب العلوم ، ناسكاً ، ورعاً ، خفيف الروح ، رقيق الحاشية ، نظيف القلب واللسان والبرد ، صبيح الوجه ، بهي الشكل ، أديباً شاعراً … )) .

 

من مؤلفاته:

* كتاب في الفقه .

* كتاب في الأصول .

* شرح منظومة جده بحر العلوم نظما بطريق الاستدلال .

* ديوان شعر ، أكثره في مدح ورثاء أهل البيت عليهم السلام .

 

وفاته:

توفي السيد قدس سره في مدينة النجف الأشرف في أول الزوال من يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة الحرام من عام 1306هـ ، وكان سبب وفاته: أنه أراد النزول من سطح داره عند الفجر فزلت قدمه ، فهوى على رأسه إلى الأرض فشج رأسه ، وبقي إلى الزوال ففاضت نفسه الزكية ، تغمده الله برحمته . وما إن أذيع نعيه المؤلم في البلاد حتى جزع وهلع لرزئه عامة طبقاتها ، وأقيمت له الفواتح ، في كل صوب وحدب ، واتصلت فاجعته بفاجعة جده سيد الشهداء عليه السلام ، ودفن قدس سره بمقبرة جده السيد بحر العلوم – مقبرة الأسرة اليوم – بجنب قبة الشيخ الطوسي في مدينة النجف الأشرف .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنظر/

1- علي في الكتاب والسنة والأدب ج5 ص19 – 21 .

2- أعيان الشيعة ج6 ص18 – 20 .

3- الفوائد الرجالية ج1 ص130 – 135 .

4- أدب الطف ج8 ص65 – 70 .