السيد محمّد سعيد الحبوبي قدس سره
السيد محمّد سعيد الحبوبي قدس سره
(1266هـ – 1333هـ)
اسمه وكنيته ونسبه:
السيد أبو علي ؛ السيد محمد سعيد بن السيد محمود بن قاسم بن كاظم بن حسين بن مصطفى بن جمال الدين الحسني الحبوبي ، ويرجع نسبه إلى السيد عبد الله المحض بن الحسن المثنّى بن الإمام الحسن السبط عليه السّلام . من أشهر مشاهير عصره، فقيه كبير، وأديب فطحل ، وشاعر مبدع .
ولادته:
ولد في الرابع من شهر جمادى الآخرة من عام 1266ﻫ بمدينة النجف الأشرف .
نشأته:
نشأ السيد قدس سره مطبوعاً على الخير ، مثالاً للخلق الرفيع والنفسية العالية، فانطبع على حب العلم والأدب انطباعة كانت تشير إلى ذكاء ونبوغ.
فحفظ القرآن الكريم وهو في سنّ صغره ، ثمّ درس الأدب ومقدّمات العربية .
التحق السيد قدس سره بعد ذلك ببعض رجال أسرته الذين عرفوا باشتغالهم بالتجارة بين نجد والنجف ، وما أن أظلته سماء نجد وأرض الحجاز ورأى من صفائها ونقاء تربتها إلاّ وتبدل حسه إلى لون آخر، فقد انطلق يغرد بألوان من الشعر لم يعهد النجف لها مثيلاً ، ويحف المحافل والأندية بقطع من قلبه الرقيق وروحه الكبيرة .
وعاد السيد إلى النجف الأشرف عام 1284ﻫ والتحق إثرها بأندية الأدب حتّى أصبح شاعراً عظيماً ، واستطاع أن يتملك زمام إمارة الشعر ، ويترأس الأندية التي ضمت النوابغ والفحول من أرباب الأدب ، فانضوى تحت رايته أكابر الشعراء ، وانتسب إلى حضيرته معظم الأدباء .
انصرف السيد قدس سره بعد ذلك إلى دراسة العلوم الدينية حتّى صار عالماً من علماء الطائفة .
من أساتذته:
1- الشيخ محمد طه نجف ( المتوفى 1323هـ ) .
2- الشيخ محمّد حسين الكاظمي ( المتوفى 1308هـ ) .
3- خاله الشيخ عباس الأعسم .
4- الشيخ حسين قلي الهمداني .
5- الشيخ محمّد الشربياني .
6- الشيخ رضا الهمداني .
7- الشيخ موسى شرارة ( المتوفى 1304هـ ) .
8- السيد مهدي الحكيم .
9ـ الآخوند الخراساني ( المتوفى 1329هـ ) .
من تلامذته:
1- السيّد محسن الطباطبائي الحكيم .
من أقوال العلماء في حقه:
قال الشيخ جعفر كاشف الغطاء في هامشه على ديوان سحر بابل : ( هذا هو العلم الطائر الصيت ، السائر الذكر ، الذائع الفخر ، الحري بكل تجلّة وكرامة ، الذي ان أسمت سرح لحظك في حمائل نظمه ، ومروج شعره .. متخصص في الشعر ما عُرِف غيره ، ولا وُقف دونه ، ولا عُرج على سواه ، وان متعت نفسك من مذاكراته ، وأخذت حظك من علمه ومباحثته … عالم نقّاب ، ولاّج كل باب ، قد قطع في العلم ظهره ، وأفنى فيه دهره ، ما أصغى إلى سواه ، ولا استمع غيره ، فهو كله شعر وأريحية تارة ، وعلم وفضل كله أخرى ، ولكنه أعطى لكل دور من حياته حظه ، ولكل ربيع من عمره شكله ) .
وفاته:
توفي قدس سره في اليوم الثاني (وقيل الأول) من شهر شعبان المعظم من عام 1333ﻫ عن عمر بلغ السابعة والستين عاماً ، في مدينة الناصرية ، وحمل إلى مدينة النجف الأشرف ودفن في أحد أواوين الصحن الحيدري الشريف للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو الإيوان الواقع في الجهة الجنوبية المقابل لميزاب الذهب ، ويعرف الآن باسمه ( أيوان الحبوبي ) أو ( مقبرة الحبوبي ) .
وقد رثاه الشعراء ، وأرخ وفاته فريق من أعلام المؤرخين وقد كتب بعضهم على قبره هذا التأريخ:
فـقيـدُ المسلميـن غـداة أودى *** حسيـب الـديـن بينهـم فقيـدا
فـإن شهدتـه أعينهـم سعيـداً *** فقـد حملتـه أرؤسهـم سعيـدا
تـقـدّمَ للجهـاد أمـيـرَ ديـن *** فسـاق المسلميـن لـه جنـودا
ومـذ لاقـى المـنيـة أرخـوه *** ( سعيدٌ في الجهاد مضى سعيدا )
ورثاه الشيخ جواد الشبيبي بقصيدة عصماء مطلعها:
عمّ الثغورَ الموحشاتِ ظلامُ *** ودجت لأنك ثغرها البسّـامُ
ورثاه الشيخ جواد البلاغي بقصيدة مطلعها:
شاقك الركب فأسرع سباقـا *** وتركت الصب يلتاع اشتياقا
ورثاه الشيخ علي الشرقي بقصيدة مطلعها:
حماة الحمى قد شيعوك إلى الثغرِ *** فبالرغم ان يستقبلوك إلى القبـرِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر/
1- كتاب علي في الكتاب والسنة والأدب ج5 ص46 .
2- مقدمة ديوان الحبوبي ، للشيخ عبدالعزيز الجواهري .
3- الموقع الالكتروني لمركز آل البيت عليهم السلام العالمي للمعلومات .
4- موقع شبكة الامام الرضا عليه السلام .
5- مقالة ” عطر الآفاق في علماء العراق ـ السيد محمد سعيد الحبوبي ” – للشيخ حميد البغدادي – مجلة الفرات الالكترونية ـ العدد (114) .
6- تقويم الرضا .
7- مكتبة أهل البيت عليهم السلام الالكترونية .