الشاعر الإمامي أبو الحسن التهامي عليه الرحمة
الشاعر الإمامي أبوالحسن التهامي عليه الرحمة
( القرن الخامس الهجري – 416هـ )
اسمه ونسبه:
هو أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن العاملي الشامي التهامي .
ولادته:
ولد الشاعر في القرن الخامس الهجري باليمن .
نشأته:
نشأ الشاعر باليمن ، وطرأ على الشام وسافر منها ، إلى العراق والى الجبل ، ولقي الصاحب بن عبَّاد ، وقرأ عليه ، وأقام ببغداد ، وروى بها شعره ، ثمَّ عاد إلى الشام ، وتنقَّل في بلادها ، وتقلَّد الخطابة بالرّملة ، وتزوَّج بها. وكانت نفسه تحدّثه بمعالي الأمور ، وكان يكتم نَسَبَه ، فيقول تارةً إنَّه من الطالبيِّين ، وتارةً من بني أميَّة ، ولا يتظاهر بشيءٍ من الأَمرين.
وكان متورِّعاً، صَلِفَ النفس، متقشِّفاً، يطلب الشيء من وجهه، ولا يريده إلاَّ من حِلِّه. نسخ شعر البحتري ، فلما بلغ أبياتاً فيها هجوٌ امتنع من كتبها ، وقال: لا أُسطِّر بخطِّي مثالبَ الناس.
شعره:
للشاعر ديوان شعر ، وقد قيل في حقّه: له شعر أدق من دين الفاسق، وأرق من دمع العاشق.
ومن شعره :
تنافس في الدنيا غرورا وانما *** قصارى غناها ان يعود إلى الفقر
وإنا لفي الدنيا كركب سفينة *** نظل وقوفا والزمان بنا يجري
وله ايضاً الرائية المشهورة في رثاء ولده الذي قد مات صغيرا ، وهي غاية في الحسن والجزالة وفخامة المعنى وجودة السرد ، ومن أبياتها:
حكم المنية في البرية جار *** ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا يرى الانسان فيها مخبرا *** حتى يرى خبرا من الاخبار
طبعت على كدر وانت تريدها *** صفوا من الاقذاء والاكدار
ومكلف الايام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار
فالعيش نوم المنية يقظة *** والمرء بينهما خيال سار
فاقضوا مآربكم عجالا إنما *** اعماركم سفر من الاسفار
إني وترت بصارم ذي رونق *** اعددته لطلابة الاوتار
وفاته:
وصل الشاعر في تنقلاته إلى الديار المصرية مستخفياً ، ومعه كتبٌ كثيرة من حسَّان بن مفرّج بن دغفل البدوي ، وهو متوجِّه إلى بني قُرَّة ، فظفروا به ، فقال: أنا من تميم ؛ فلمَّا انكشف حاله عُلم أنه التهامي الشاعر ، فاعتُقل بخزانة البنود بالقاهرة لأربع بقين من شهر ربيع الآخر من عام 416هـ . ثمَّ إنَّه قُتل سرًّا في سجنه ، في التاسع من جمادى الأولى من السنة المذكورة.
وبعد موته رآه بعض أصحابه في النوم ، فقال له: ما فعل الله بك ؟ قال: غفر لي ، فقال له: بأي الأعمال ؟ قال: بقولي في مرثية ولدي الصغير:
جاورت أعدائي وجاور ربه *** شتان بيـن جـواره وجواري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنظر/
1- كتاب الكنى والألقاب ج1 ص48 – 49 .
2- كتاب ربع قرن مع العلامة الأميني ص168 – 171 .
3- أمل الآمل ج1 ص 127 – 128 .
4- معجم المؤلفين ج7 ص219 .
5- كتاب الأعلام ج4 ص327 .
6- كتاب السياسة من واقع الإسلام للسيد صادق الشيرازي .
7- كتاب ذيل تاريخ بغداد ج4 ص37 – 42 .
8- الوافي بالوفيات ج22 ص74 .