الشاعر الحاج محمد حسن الجناجي رحمه الله ” الشهير بأبي المحاسن “
الشاعر الحاج محمد حسن الجناجي رحمه الله
” الشهير بأبي المحاسن “
(1295هـ – 1344هـ)
اسمه ونسبه:
هو الحاج محمد حسن بن حمادي بن محسن بن سلطان آل قاطع المالكي الجناجي الحائري الشهير بـ (أبي المحاسن) .
ولادته:
ولد الشاعر رحمه الله في حدود عام 1295هـ .
من أحواله:
درس الشاعر رحمه الله في كربلاء على جماعة من علمائها الأعلام منهم: السيد محمد حسين المرعشي الشهرستاني ، والشيخ كاظم الهر ، السيّد عبدالوهاب آل وهاب وغيرهم من العلماء .
وقد شارك الشاعر في الثورة العراقية ضد الاحتلال البريطاني ثورة العشرين ، وقد انتدبه الميرزا محمد تقي الشيرازي قدس سره عن علماء كربلاء للتفاوض مع البريطانيين ، وقد كان رئيساً للمجلس الملي الثوري والحكومة المؤقتة في كربلاء المقدسة يومذاك . وهو أحد السبعة عشر شخصاً الذين طلبت بريطانيا تسليمهم للمحاكمة عند احتلال جنودها لمدينة كربلاء المقدسة عام 1920م ، فاعتُقل مع أولئك الأشخاص في بغداد ثم في الحلة أياماً عديدة وتعرض للتعذيب . ثم حُكم عليهم بأحكام مختلفة حتى صدر القرار بالعفو العام فأُطلق سراحه . ولما شُكِّلت الوزارة العراقية بعد الثورة عُين وزيراً للمعارف في وزارة جعفر العسكري عام 1923م ؛ إلا أنه استقال بعد عامٍ واحد اعتراضاً منه على تعديل المعاهدة العراقية البريطانية والتي كانت في غير صالح العراق ، فعاد بعد الوزارة إلى كربلاء وانخرط في الحياة الأدبية فيها ، وعكف على الكتابة والتأليف . اتسم شعره بالنزعة التقليدية ، وقوة الشعور ، ووضوح العبارة ، وجزالة اللفظ ، إضافةً إلى صدق العاطفة . وكان الجانب السياسي والاجتماعي الأبرز في شعره . له ديوان كبير مخطوط ومبوب .
من شعره:
* مما قاله رحمه الله في رثاء الإمام الحسين عليه السلام:
لئن جرعتني الحزن أطلال دارهم *** فكم ارشفتني الراح فيها المراشف
وان تعف بعد الظاعنين ربوعهم *** فقلبي منها آهل الربع آلف
وقفت به والدمع يجري كأنني *** وان جل رزء الطف بالطف واقـف
على مربع روت دماء بني الهدى *** ثراه ولم تروِ القلوب اللواهف
فكم غيبت فيه نجوماً وحجّبت *** بدورُ عُلا فيها المنايا الخواسف
إلى الطف من أرض الحجاز تطلعت *** ثنايا المنايا ما ثنتها المخاوف
ترحل أمن الخائفين عن الحمى *** مخافة أن لا يأمن البيت خائف
وقد كان شمساً والحجاز بنوره *** مضيء فأمسى بعده وهو كاسف
* وقال أيضاً في رثاء الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه:
المرتقين من العلياء منزلة *** شماء لا يرتقيها بالمنى أحد
الطاعنين إذا أبطالها انكشفت *** والمطعمين إذا ما اجدب البلد
من معشر ضربت فوق السماء لهم *** أبيات فخر لها من مجدهم عمد
سادوا قريشاً ولولاهم لما افترعت *** طود الفخار ولولا الروح ما الجسد
تخال تحت عجاج الخيل أوجههم *** كواكباً في دجى الظلماء تتقد
يمشون خطراً ولا يثنيهم خطر *** عن قصدهم وأنابيب القنا قصد
وافى بها الأسد الغضبان يقدمها *** أسداً فرائسها يوم الوغى أسد
* وقال أيضاً في رثاء أصحاب الإمام الحسين عليه السلام:
دنياً لآل رسول الله ما اتسقت *** انى تؤملها تصفو وتتسق
تلك الرزية جلت أن يغالبها *** صبر به الواجد المحزون يعتلق
فكل جفن بماء الدمع منغمر *** وكل قلب بنار الحزن محترق
بها اصابت حشا الإسلام نافذة *** سهام قوم عن الإسلام قد مرقوا
واستخلصت لسليل الوحي خالصة *** من الورى طاب منها الأصل والورق
أَصفاهم الله إكراماً بنصرته *** فاستيقنوها وفي نـهج الهدى استبقوا
من يخلق الله للدنيا فإنهم *** لنصرة العترة الهادين قد خلقوا
كأنهم يوم طافوا محدقين بهم *** محاجر وهم ما بينهم حدق
رجال صدق قضوا في الله نحبهم *** دون الحسين وفيما عاهدوا صدقوا
* وقال أيضاً في رثاء أهل البيت عليهم السلام:
أرى أمية بعد المصطفى طلبت *** أخاه بالثأر مذ هبّت بصفين
ثم انثنت للزكي المجتبى حسن *** فجرعته ذعاف الذل والهون
أوتار بدر بيوم الطف قد أخذت *** وباء في آل حرب آل ياسين
من النبي قضوا ديناً كما زعموا *** ولا ديون لهم إلا على الدين
رأس ابن فاطمة خير الورى نسباً *** يا للعجائب يهدى لابن ميسون
وفاته:
توفي الشاعر محمد حسن أبو المحاسن رحمه الله في مسقط أسرته قرية جناجة في اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة من عام 1344هـ ، ثم نُقِل إلى النجف الأشرف ودُفِن في الصحن الحيدري الشريف .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنظر/
1- أعيان الشيعة ج9 ص150 – 151 .
2- الأعلام ج6 ص94 .
3- البيوتات الأدبية في كربلاء ص53 – 62 .
4- مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف – لكاظم عبود الفتلاوي – الترجمة رقم 358 .
5- أدب الطف ج9 ص104 – 113 .