الشاعر السيد حيدر الحلي عليه الرحمة
الشاعر السيد حيدر الحلي عليه الرحمة
( 1246هـ – 1304هـ )
اسمه ونسبه:
هو أبو الحسين وقيل أبو سليمان ؛ السيد حيدر بن السيد سليمان بن السيد داود بن السيد سليمان بن السيد داود بن السيد حيدر بن السيد أحمد بن السيد محمود الحسيني الحلي ، ويرجع نسبه إلى زيد الشهيد ابن الإمام السجاد عليه السلام .
ولادته:
وُلِد السيد عليه الرحمة في مدينة الحلَّة العراقية في الخامس عشر من شهر شعبان المعظم من عام 1246هـ .
حياته:
نشأ الشاعر عليه الرحمة في مسقط رأسه مدينة الحلة بها يتيماً فتولَّى عمه تربيته . اشتهر برثائه للإمام الحسين عليه الصلاة والسلام وقد كان ذلك أقوى شعره وأمتنه . كما عُرفت مراثيه بالحوليات إذ كان لا يذيع القصيدة إلا بعد أن يمر عليها عام كامل من المراجعة والتدقيق . كان رحمه الله من الشخصيات المرموقة ذات الحول والشأن والرفعة وكان محط عناية السيد حسن الشيرازي قدس سره الشريف حيث كان يستدعيه إلى سامراء لاستماع شعره ، وكذلك كان السيد مهدي القزويني قدس سره يُجِّلُّه ويُبَجِّلُّه .
من أقوال العلماء في حقه:
1- قال عنه السيد الأمين في كتابه أعيان الشيعة: (( … كان شاعرا مجيدا من أشهر شعراء العراق أديبا ناثرا جيد الخط نظم فأكثر … شهما أديبا وقورا تقيا عليه سمات العلماء الأبرار كثير العبادة والنوافل كريم الطبع فاق شعراء عصره … )) .
2- قال عنه صاحب الطليعة: (( … كان شاعرا بارعا غير منازع وله إلمام بالعربية مصنفا تقيا ناسكا ويتقرب الله تعالى من مدح أهل البيت بالسبب الأقوى …)) .
3- قال عنه الشاكري في كتابه علي في الكتاب والسنة: (( شاعر شهير وعالم فاضل )) .
4- قال عنه كحالة في كتابه معجم المؤلفين: (( أديب ، ناثر ، شاعر )) .
من مؤلفاته:
* ديوان شعر مطبوع بعنوان ” الدر اليتيم ” .
* كتاب العقد المفصَّل في قبيلة المجد المؤثل .
* ديوان الأشجان في خير إنسان ، وقد جمع فيه مراثي السيد جعفر بن معز الدين المهدي القزويني الحلي .
* كتاب دمية القصر في شعراء العصر .
من شعره:
من أشهر قصائده قصيدة قالها يرثي جده الإمام الحسين عليه السلام ويستنهض الإمام الحجة عجل الله فرجه قائلاً :
الله يا حامي الشريعـة *** أتقرُّ وهي كـذا مروعـة
إلى أن يقول :
مات التَّصَبُّرُ بانتظـارك *** أيهـا المحيي الشريعـة
فانهض فما أبقى التحمُّلُ *** غير أحشـاءٍ جزوعـة
قد مزَّقت ثوب الأسى *** وشكت لواصلها القطيعة
أتـرى تجـيء فجيـعةٌ *** بأمضَّ من تلك الفجيعـة
حيث الحسين على الثرى *** خيلُ العِدَى طحنت ضلوعه
قتـلتــه آل أميـةٍ *** ظامٍّ إلى جنب الشريعــة
ورضيعـه بدمِ الوريـد *** مخضبٌ فاطلُـب رضيعـه
وقد قال يرثي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
قم ناشد الإسلام عن مصابه *** أصيب بالنبي أم كتابه
أم أن ركب الموت عنه قد سرى *** بالروح محمولا على ركابه
بلى قضى نفس النبي المرتضى *** وأدرج الليلة في أثوابه
لقد أراقوا ليلة القدر دما *** دماؤها انصببن بانصبابه
الله نفس أحمد من قد غدا *** من نفس كل مؤمن أولى به
وجه لوجه الله كم عفره *** في مسجد كان أبا ترابه
فاغبر وجه الدين لاصفراره *** وخضب الإيمان لاختضابه
والصوم يدعو كل عام صارخا *** قد نضحوا دمي على ثيابه
وله أيضاً في رثاء أمير المؤمنين عليه السلام:
أيوم النبي ومن ها هنا *** أتينا بهذا البلا الغامر
غداة قضى فغدا العالمون *** وكل له دهشة الحائر
وهب وما نام حقد القلوب *** ولكن رأى فرصة الثائر
فأضرمها فتنة لم تدع *** رشادا لباد ولا حاضر
غدا الدين أهون لما ذكت *** لدى القوم من سحمة الصاهر
وفاته:
توفي السيد عليه الرحمة بمدينة الحلة في اليوم التاسع من شهر ربيع الأول من عام 1304هـ ، وقد حُمِل نعشه إلى النجف الأشرف بموكبٍ مهيب مؤلف من علماء وأعيان ووجهاء الحلَّة ، ودُفِن بجوار أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام . وقد عُطِّلت المدارس في سامراء والنجف بأمرٍ من السيد حسن الشيرازي قدس سره حداداً على فقده .
وقد قال السيد محمد سعيد الحبوبي في قصيده يرثيه بها:
فمن للقوافي الغر بعدك حيدر *** يساجل فيها دائنا ومدانا
فكم درر أهديتها لمحمد *** فكنت كمن حلى الجمان جمانا
هو ابن أبي شيخ الأباطح طالب *** فقر مكينا في العلى ومكانا
إلى أن قال:
وبالأنجبين الأطيبين تعزيا * اجل بهما عظم الرزية هانا
عينت حسينا والأغر ابن عمه * جوادي رهان حائزين رهانا
سقى مستهل العفو تربة حيدر * وان حل منها روضة وجنانا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنظر/
1- ديوان السيد حيدر الحلي ج1 ص4 – 12 .
2- أعيان الشيعة ج6 ص266 – 270 .
3- علي في الكتاب والسنة والأدب ج5 ص12 – 14 .
4- الذريعة ج9 ق1 ص 269 ، ج26 ص46 .
5- الأعلام ج2 ص290 .
6- معجم المؤلفين ج4 ص90 .