الشاعر محمد مهدي الجواهري رحمه الله

الشاعر محمد مهدي الجواهري رحمه الله

( 1317هـ – 1418هـ )

mohamd algawahire

 

اسمه ونسبه:

هو محمد مهدي بن الشيخ عبدالحسين بن الشيخ عبدعلي بن الشيخ محمد حسن النجفي الجواهري ، وقد لُقب بشاعر العرب الأكبر .

 

ولادته:

ولد الشاعر الجواهري رحمه الله في اليوم 26 / يوليو / 1899م ( الموافق 17 / ربيع الأول / 1317هـ ) بمدينة النجف الأشرف بالعراق ، وقد أوردت بعض المصادر أنه ولد في عام 1320هـ .

 

من أحواله:

لكون الشاعر رحمه الله من أسرة علمية فقد انخرط في حلقات الدروس الدينية في النجف . وقد نظم الشعر في سن مبكرة‏ وأظهر ميلاً إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتب الأدب ودواوين الشعر ، وقد اشترك في ثورة العشرين ضد السلطات البريطانية . وغادر النجف إلى بغداد في عام 1927م ليعمل بالتعليم ، ثم اشتغل مدة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق . استقال من البلاط في عام 1930م ليصدر جريدته الفرات ، ثم ألغت الحكومة امتيازها فعاد إلى التعليم . وفي عام 1936م أصدر جريدة الانقلاب إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي لكنه سرعان ما بدأ برفض التوجهات السياسية للانقلاب فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور شهراً . بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم الجريدة إلى الرأي العام ، فعطلت أكثر من مرة بسبب ما كان يكتب فيها من مقالات ناقدة للسياسات المتعاقبة .

أنتخب نائباً في مجلس النواب العراقي في عام 1947م ، ولكنه استقال من عضويته في عام 1948م احتجاجاً على معاهدة بورتسموث مع بريطانيا . كان من المؤيدين لثورة تموز عام 1958م وكان من المقربين لعبد الكريم قاسم ، ولكن انقلبت هذه العلاقة فيما بعد إلى تصادم وقطيعة ، واجه الجواهري خلالها مضايقات مختلفة ، فغادر العراق في عام 1961م واستقر في براغ عاصمة التشيك سبع سنوات ، ثم عاد إلى العراق في عام 1968م بدعوة رسمية من الحكومة العراقية ، بعد أن أعادت له الجنسية العراقية ، وخصصت له راتباً تقاعدياً . غادر العراق لآخر مرة  في عام 1980م . ‏وكانت إقامته الدائمة في دمشق التي أمضى فيها بقية حياته وفيها وجد الاستقرار والتكريم .

 

من أعماله:

* ديوان الجواهري .

* ديوان ” دار الطليعة ” .

* ديوان ” بين الشعور والعاطفة ” .

* ديوان ” بريد الغربة “.

* مجموعة شعرية بعنوان ” خواطر الشعر في الحب والوطن والمديح ” .

* مجموعة من الصحف منها: ( الفرات ) و ( الانقلاب ) و ( الرأي العام ) و ( الثبات ) و ( الجهاد ) و ( الأوقات البغدادية ) و ( الدستور ) وغيرها من الصحف .

 

من قصائده:

يرى بعض النقاد أن الجواهري هو ” متنبي العصر الحديث ” لتشابه أسلوبه بأسلوبه ولقوة قصيدته ، ومتانة شعره . ولعل أشهر ما قاله شعراً قصيدة ” عينية الجواهري ” أو ” آمنت بالحسين ” والتي تعد من عيون الشعر العربي الحديث ومن أهم القصائد التي قيلت في رثاء الإمام الحسين عليه السلام ، وقد كتبت تلك القصيدة بماء الذهب في مرقده عليه السلام ، ومما قال في أبياتها:

فِداءٌّ لَمثواكَ مِن مَضْجَعِ *** تَنَوَّرَ بالإبلَج الأروَعِ

بأعبقَ من نَفحاتِ الجِنانِ *** رَوحاً، ومن مِسكِها أضوع

وَرَعْيَاً ليومِكَ يومِ “الطُّفوف” *** وسَقْيَاً لأرضِكَ مِن مَصْرَعِ

وحُزْناً عليكَ بِحَبْسِ النفوس *** على نَهْجِكَ النَّيِّـرِ المَهْيَعِ

وصَوْنَاً لمجدِكَ مِنْ أَنْ يُذَال *** بما أنتَ تأبـاهُ مِنْ مُبْـدَعِ

فيا أيُّها الوِتْرُ في الخالدِينَ *** فَـذَّاً ، إلى الآنَ لم يُشْفَـعِ

ويا عِظَةَ الطامحينَ العِظامِ *** للاهينَ عن غَـدِهِمْ قُنَّـعِ

تعاليتَ من مُفْزِعٍ للحُتوفِ *** وبُـورِكَ قبـرُكَ من مَفْزَعِ

تلوذُ الدُّهورُ فَمِنْ سُجَّدٍ *** على جانبيـه ومـن رُكَّـعِ

شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيمُ *** نَسِيـمُ الكَرَامَـةِ مِنْ بَلْقَعِ

وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ *** خَـدٌّ تَفَرَّى ولم يَضْـرَعِ

وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُّغَاةِ *** جالتْ عليـهِ ولم يَخْشَـعِ

وَخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ *** بِروحي إلى عَالَـمٍ أرْفَـعِ

وطُفْتُ بقبرِكَ طَوْفَ الخَيَالِ *** بصومعـةِ المُلْهَـمِ المُبْـدِعِ

كأنَّ يَدَاً مِنْ وَرَاءِ الضَّرِيحِ *** حمراءَ ” مَبْتُـورَةَ الإصْبَـعِ”

تَمُدُّ إلى عَالَـمٍ بالخُنُـوعِ *** وَالضَّيْـمِ ذي شَرَقٍ مُتْـرَعِ

تَخَبَّطَ في غابـةٍ أطْبَقَـتْ *** على مُذْئِبٍ منـه أو مُسْبِـعِ

لِتُبْدِلَ منهُ جَدِيـبَ الضَّمِيرِ *** بآخَـرَ مُعْشَوْشِـبٍ مُمْـرِعِ

إلى أن قال:

تعاليتَ من “فَلَـكٍ” قُطْـرُهُ *** يَدُورُ على المِحْـوَرِ الأوْسَعِ

فيابنَ البتـولِ وحَسْبِي بِهَا *** ضَمَاناً على كُلِّ ما أَدَّعِـي

ويابنَ التي لم يَضَعْ مِثْلُها *** كمِثْلِكِ حَمْـلاً ولم تُرْضِـعِ

ويابنَ البَطِيـنِ بلا بِطْنَـةٍ *** ويابنَ الفتى الحاسـرِ الأنْـزَعِ

ويا غُصْنَ “هاشِـمَ” لم يَنْفَتِحْ *** بأزْهَـرَ منـكَ ولم يُفْـرِعِ

 

وفاته:

توفي الجواهري رحمه الله في إحدى مشافي العاصمة السورية دمشق في 27 / يوليو / 1997م ( الموافق 22 / ربيع الأول / 1418هـ ) عن عمر يناهز الثامنة والتسعين ، وقد نُظم له تشييع رسمي وشعبي مهيب ، وقد دفن في مقبرة الغرباء في حي السيدة زينب عليها السلام في ضواحي دمشق ، وقد غطا قبره خارطة العراق المنحوتة على حجر الكرانيت ، وكلمات:

رقد هنا بعيداً عن دجلة الخير

( ملاحظة/ تم الحصول على التاريخ الهجري لولادته ووفاته عن طريق تحويل التاريخ الميلادي ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنظر/

1- فهرس التراث ج2 ص683 .

2- موقع ويكيبيديا .

3- الموقع الالكتروني لمركز الجواهري .

4- بعض مواقع الانترنت .


أكتب تعليقاً