الشاعر عبدالمحسن الكاظمي رحمه الله

الشاعر عبدالمحسن الكاظمي رحمه الله

" المعروف بشاعر العرب "

( 1282هـ – 1354هـ )

 

اسمه ونسبه:

هو عبد المحسن بن محمد بن الحاج علي بن محسن بن محمد بن صالح بن علي بن الهادي النجفي ، المعروف بشاعر العرب ، وينتهي نسبه لأبيه إلى قبيلة نخع اليمانية ، وينتهي نسبه لأمه إلى الشريف الرضي .

 

ولادته:

ولد الشاعر الكاظمي رحمه الله ببغداد في يوم الاثنين الخامس عشر من شهر شعبان المعظم من عام 1282هـ .

 

من أحواله:

نشأ الشاعر رحمه الله في دار والده بالكاظمية فنُسب إليها . وقد تعلَّم مبادئ القراءة والكتابة ، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة ، فما مال إليهما . واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعرا كثيراً . وأول ما نظم الغزل ، فالرثاء ، فالفخر . ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق ، فاتصل به ، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية ، وكان في عهد السلطان عبد الحميد العثماني ، فطورد ، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد . ثم خاف النفي أو الاعتقال ، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج الفارسي والهند ، ودخل مصر في أواخر عام 1316هـ ، على أن يواصل سيره إلى أوربا ، فطارت شهرته ، وفرغت يده مما ادخر ، ولقي مودة من الشيخ محمد عبده وبراً حبب إليه المقام بمصر ، فأقام فيها . وكان عند قدومه إلى مصر أديباً مكتمل الأداة ، وشاعراً جيد النظم في شعره رصانة ، وكان اتصاله بالشيخ محمد عبده اتصالاً وثيقاً وقد كانت حياته في مصر حياة ضيق مالي شديد . ورغم ذلك فإنَّ منزلته الاجتماعية لم يمسها إعوازه المال فشارك في المساعي للدعاية العربية وأرسل القوافي وأنشد القصائد هز بها المحافل ، وكانت حياته على ضفاف النيل ترضى طموحه الأدبي . وعندما نشرت الصحف المصرية شعره استحسنه الناس واستجاده الأدباء وأفسح لقائله مجال الاتصال بأعيان البيان ، فانعقدت أواصر الصداقة بينه وبين كبار شعراء مصر كالبارودي وصبري وحافظ إبراهيم ومطران خليل ، كما أن بين كبار الأدباء المصريين من أعجب به وأفاد منه كثيراً في مقدمتهم مصطفى صادق الرافعي ، وإنَّ مزاياه الشعرية بميزان ذلك الطور رفعته إلى مقام عال فعدوه في الطبقة الأولى بين الشعراء ، واتسعت شهرة الكاظمي في مضمار الشعر الرصين ووُصِف بشاعر العرب ، ويعده المصريون ترجمان العروبة الصادق . والمزية التي تفرد بها بحيث سبق الأنداد والنظراء هي طول النفس في الشعر والارتجال على البداهة . لا يقف عند ارتجال البيتين أو الأبيات الأربعة بل يتجاوز إلى العشرات بل المئات ، وقد سجل له تاريخ الحركة الأدبية في هذا الميدان تفوقاً مميزاً .

وقد قال في حقه الأديب المصري توفيق البكري: " الكاظمي ثالث اثنين ، الشريف الرضي ومهيار الديلمي " . وقد ملأ الصحف والمجلات شعراً ، وضاعت منظومات صباه . وجُمع أكثر ما حفظ من شعره في ( ديوان الكاظمي ) طبع في مجلدين .

 

من شعره:

قوله يصف إباءه وتعففه :

لو على قدرِ همتي واعتزامي *** صالَ نُطقي بلغتُ مرامي

همةٌ تُرهِقُ النجومَ وعزمٌ *** ضاربٌ في الجبالِ والآكامِ

واراني أرى القلوب رواءً *** غير قلبٍ ما بين جنبيً ظامِ

 

وفاته:

أصيب الشاعر الكاظمي رحمه الله في أواخر حياته بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً . وقد توفي في القاهرة في السابع والعشرين من شهر محرم الحرام من عام 1354هـ .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنظر/

1- أعيان الشيعة ج8 ص93 – 94 .

2- فهرس التراث ج2 ص329 .

3- أعلام الأدب في العراق الحديث ج1 ص65 – 73 .


أكتب تعليقاً