الشاعر والأديب أبو العلاء المعري

الشاعر والأديب أبي العلاء المعرّي

 ( 363هـ – 449هـ )

 

اسمه ونسبه:

هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد التنوخي المعري . والمعري نسبة إلى معرة النعمان من بلاد الشام .

 

ولادته:

وُلِد بمعرة النعمان في يوم الجمعة من شهر ربيع الأول من عام 363هـ .

 

حياته:

أصاب الشاعر مرض الجُدري وهو في الثالثة من عمره فأفقده بصره ، وقال الشعر وهو في الحادية عشرة من عمره ، وقد تلقى العلم على يد أبيه ، ثم هاجر إلى بغداد عام 398هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر ، وتتلمذ خلالها على علمائها ، وبعدها رجع إلى معرة النعمان ولزم منزله إلى أن مات .

وقد نص على تشيع أبي العلاء المعري عددٌ من العلماء والمؤرخين كالسيد العباس بن علي المكي في كتابه نزهة الجليس وقال: إنه من بيت كبير في الشيعة من علماء حلب ، وعَدَّه الصنعاني في كتابه نسمة السحر في ذكر من تشيع وشعر في عِداد شعراء الشيعة . حسده كثير من أهل زمانه لعلمه وفضله في الأدب وأنواع العلوم العقيلة والنقلية فوشوا به إلى الحكام ورموه بالتعطيل وألفوا الأشعار على لسانه وضمنوها أقاويل الملحدة يريدون بذلك هلاكه ، وقد ألف ابن العديم كتاباً للدفاع عنه سماه دفع التجري على أبي العلاء المعري .

 

من أقوال العلماء في حقه:

1- قال عنه الشيخ القمي في كتابه الكتى والألقاب: (( … الشاعر الأديب الشهير . كان نسيج وحده بالعربية ، ضربت له آباط الإبل إليه ، وله كتب كثيرة وكان أعمى ذا فطانة ، وله حكايات من ذكائه وفطانته … )) .

2- قال عنه صاحب معجم الأدباء: (( كان غزير الفضل شائع الذكر وافر العلم غاية في الفهم عالما باللغة حاذقا بالنحو جيد الشعر جزل الكلام شهرته تغني عن صفته وفضله ينطق بسجيته )) .

3- قال عنه الزركلي في كتابه الاعلام: (( شاعر فيلسوف )) .

 

أبو العلاء والشريف المرتضى:

حكي انه لما سمع فضائل الشريف السيد المرتضى اشتاق إلى زيارته فحضر مجلس السيد وكان سيد المجالس فجعل يخطو ويدنو إلى السيد فعثر على رجل فقال الرجل : من هذا الكلب فقال المعرى * من لا يعرف للكلب سبعين اسما فلما سمع الشريف ذلك منه قربه وأدناه ، فامتحنه فوجده وحيد عصره وأعجوبة دهره . فكان أبو العلاء يحضر مجلس السيد ، وعد من شعراء مجلسه وجرى بينهما مذاكرات من الرموز ما هو مشهور وفي كتب الاحتجاج مسطور . قيل إن المعرى لما خرج من العراق سئل عن السيد المرتضى رضى الله تعالى عنه فقال :

يا سائلي عنه لما جئت أسأله *** ألا هو الرجل العاري من العار

لو جئته لرأيت الناس في رجل *** والدهر في ساعة والأرض في دار

 

من مؤلفاته:

* شرح شعر المتنبي .

* شرح شعر البحتري .

* شرح شعر أبي تمام .

* كتاب سقط الزند .

* كتاب لزوم ما لا يلزم .

* اسعاف الصديق .

* الأمالي في الأدب .

* تاج الحرة في عظات النساء خاصة .

* تفسير خطبة الفصيح في اللغة .

* ثقة الواعظ .

* جامع الأوزان الخمسة .

* الحقير النافع في النحو .

* حماسة الراح في ذم الخمر .

* خادمة الرسائل .

* رسالة الصاهل والساجح .

* رسالة الغفران .

* رسائل المعونة .

* سجع الفقيه في النحو .

* كتاب الأيك والغصون في اللغة مجلدات .

* كتاب العظة والزهد .

* كتاب الفائق على مثال كليله ودمنه .

* مبهج الاسرار .

 

شعره:

من شعر أبي العلاء في أهل البيت عليهم السلام قوله:

لقد عجِبوا لأهل البيتِ لـمَّا *** أتاهم علمهم في مسك جفرِ

ومرآة المنجمِ وهي صُغرى ***       أرتهُ كُـلَّ عامِـرَةٍ وقَفْـرِ

وقال أيضاً:

وهي الـدنيا أذاها أبـداً *** زُمـرٌ واردةٌ إثـر زُمـر

يا أبا السبطين لا تحفل بها *** أعتيـقٌ ساد فيها أم عُـمر

وقد مدح أبي العلا أحد العلويين من قصيدة منها:

وعلى الدهر من دماء الشهيدين *** علي ونجله شاهدان

فهما في أواخر الليل فجران *** وفي أولياته شفقان

ثبتا في قميصه ليجئ الحشر *** مستعديا إلى الرحمن

وجمال الأوان عقب جدود *** كل جد منهم جمال أوان

يا ابن مستعرض الصفوف ببدر *** ومبيد الجموع من غطفان

 

وفاته:

توفي الشاعر أبو العلاء المعري في اليوم الثالث ( وقيل الثاني ) من شهر ربيع الأول من عام 449هـ بمعرة النعمان بن بشير الأنصاري بالشام عن 86 سنة .

وفي رثائه قال علي بن الهمام من قصيدة طويلة:

ان كنت لم ترق الدماء زهادة *** فلقد أرقت اليوم من جفني دما

سيرت ذكرا في البلاد كأنه *** مسك مسامعها يضمخ أو فما

ونرى الحجيج إذا أرادوا ليلة *** ذكراك أوجب فدية من أحرما

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنظر/

1- تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص104-106 .

2- أعيان الشيعة ج3 ص16-18 .

3- فيض العلام ص216 .

4- مستدركات أعيان الشيعة ج1 ص12 – 15 ، ج2 ص34 – 41 .

5- الكنى والألقاب ج3 ص194 – 196 .

6- هدية العارفين ج1 ص77 .

7- الأعلام ج1 ص157 .


أكتب تعليقاً