الصاحب بن عباد عليه الرحمة
الصاحب بن عباد عليه الرحمة
( 326هـ – 385هـ )
اسمه ونسبه:
هو أبو القاسم إسماعيل بن عبّاد بن العباس الطالقاني ، المعروف بالصاحب بن عباد .
ولادته:
وُلِد ابن عباد في السادس عشر من شهر ذي القعدة الحرام من عام 326هـ ببلاد فارس .
تسميته بـ ” الصاحب “:
اتصل في أوائل شبابه بأبي الفضل محمّد بن العميد وزير ركن الدولة بن بويه الشيعي ، ثمّ تطوّرت بينهما الصلة فأصبح كاتبًا لابن العميد ، وحينما هَمّ الأمير أبو منصور بويه بن ركن الدولة بزيارة بغداد في سنة 347هـ اختار ابن عبّاد صاحبًا ، ثمّ سمّاه بالصاحب ، وجعله وزيرًا له .
شعره ونثره:
كان ابن عباد عليه الرحمة مجيدًا في شعره كتب في الأدب والحكمة والرثاء والمديح والغزل والأخوانيات والنوادر . وذكر أهل البيت عليهم السلام ، وله في مدح أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام سبع وعشرون قصيدة ، منها قوله :
حُبُّ عليِّ بن أبي طالبِ *** أَحلى من الشَّهدِ إلى الشَّارِبِ
لو شُقَّ عن قلبي يُرى وسطه *** سطران قد خُطا بلا كاتبِ
العدلُ والتوحيدُ في جانبِ *** وحب أهل البيت في جانبِ
وله قصيدة في مدح أهل البيت عليهم السلام سبعين بيتاً تخلو من حرف الألف .
أمّا نثره فقد كان ابن عبّاد أحد الأركان الأربعة في النثر وهم : عبد الحميد الكاتب ، وابن العميد ، والصابئ ، والصاحب ، وهو رابعهم ، وكان له ولع بالسجع والجناس ، الذي امتلأت به توقيعاته وأجوبته وكلماته القصيرة . ومن ذلك قوله في وصف أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال : ( إسلامه سابق ، ومحلُّه سامق ، ومجده باسق ، وذكره نجم طارق ، وسيفه قدر بارق ، وعلمه بحر دافق ، وإمامته لواء خافق ) .
صفاته:
لقد كان ابن عباد شديد الإنفاق على الفقهاء والفقراء ووجوه البر ، وكان عهده أخصب عهد للعلم والأدب بتقريبه رجالات الفضيلة وتشويقه إياهم وتنشيطهم لنشر بضائعهم الثمينة حتى نفق سوقها ، وكثرت طلابها ، ونبغت روادها ، فمدحه على فضله المتوفر وجوده المديد الوافر خمس مئة شاعر حتى قال الصاحب : مُدِحت والعلم عند الله بمئة ألف قصيدة شعراً عربية وفارسية . وقد خلدت تلك القصائد له على صفحة الدهر ذكراً لا يبلى ، ومن الذين مدحوه أبو القاسم الزعفراني والشريف الرضي . وقد ألف له الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه كتابه عيون أخبار الرضا عليه السلام وقد ذكره بالتبجيل والثناء . وقال في حقه الشيخ الحر العاملي أعلى الله مقامه : ( عالم فاضل ، ماهر شاعر ، أديب محقّق متكلّم ، عظيم الشأن ، جليل القدر في العلم والأدب والدين والدنيا ) .
من مؤلفاته:
* كتاب المحيط في اللغة .
* كتاب الإقناع في العروض وتخريج القوافي .
* كتاب الأمثال السائرة من شعر المتنبّي .
* كتاب الإبانة عن مذهب أهل العدل .
* كتاب التذكرة في الأُصول الخمسة .
* رسالة في الطب .
وفاته:
توفي ابن عبّاد رحمه الله في الرابع والعشرين من شهر صفر المظفر من عام 385هـ بالري ، ونقل جثمانه إلى أصفهان ، ودفن فيها وقبره معروف يزار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنظر/
1- فيض العلام ص206 – 207 .
2- الغدير ج4 ص40 – 80 .
3- تأسيس الشيعة ص159 – 161 .
4- عيون أخبار الرضا ج2 ص12 .
5- علي في الكتاب والسنة والأدب ج4 ص108 – 111 .