الشيخ محمد على اليعقوبي عليه الرحمة
الشيخ محمد علي اليعقوبي عليه الرحمة
( 1313هـ – 1385هـ )
اسمه ونسبه:
هو الشيخ محمد علي بن الشيخ يعقوب بن جعفر بن إبراهيم اليعقوبي النجفي .
ولادته:
ولد الشيخ عليه الرحمة في النجف الأشرف ، في شهر منتصف شهر رمضان المبارك من عام 1313هـ .
نشأته:
نشأ الشيخ عليه الرحمة برعاية والده فهاجر معه إلى الحلة ، وهو صغير السن ، فنشأ الشيخ في مستهل صباه ومطلع شبابه في مدينة الأدب والشعر ، فبدأ دراسته فيها . وكان والده من خطباء المنبر الحسيني فأخذ يُدرب ولده على الخطابة الحسينية ، فكان يختار له القصيدة فيحفظها وينشدها في الجامع الذي يصلي فيه العلامة السيد محمد القزويني بمحضر من المصلين هناك بعد أداء الفريضة ، وكان السيد يوليه عناية ورعاية وتشجيع على الحفظ . وفي عام 1329هـ انتقل والده إلى رحمة ربه ، فانقطع حينذاك إلى ملازمة العلامة السيد محمد القزويني وتتلمذ عليه ، فغمره السيد بألطافه وأفاض عليه من علمه وأدبه الجم وأخلاقه العالية .
وقد رحل عن الحلة في أواخر الحرب العالمية الأولى عندما هجم القائد التركي عاكف باشا على مدينة الحلة بجيشه وقام بالنهب والحرق والهدم والقتل ، فنزح عدد من الأهالي إلى المدن المجاورة ، وكان الشيخ اليعقوبي ممن نزح إلى بلدة جناجة ، وهناك التقى بالشاعر الشيخ محمد حسن أبي المحاسن الكربلائي فاتصل به وتخرج عليه . وبعد احتلال بغداد من قبل الإنكليز عاد إلى النجف فأقام فيها ، ثم سكن الكوفة ، وبعدها انتقل إلى الحيرة . وبعد عام 1340هـ استقر في النجف خطيباً مؤثراً ، وانصرف إلى البحث والمطالعة ونظم الشعر ، واختير عميداً لجمعية الرابطة الأدبية حتى آخر حياته .
مشايخه في الإجازة:
1- الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء .
2- الشيخ آغا بزرك الطهراني .
3- السيد صدر الدين الصدر الكاظمي .
4- السيد حسين القزويني الحائري .
5- السيد هبة الدين الشهرستاني .
أقوال العلماء في حقه:
1- قال عنه السيد جواد شبر في كتابه ” أدب الطف “: ( أديب خطيب وباحث كبير , علم من أعلام الأدب , وسند المنبر الحسيني , له اليد الطولى في توجيه الناس وإرشادهم , ولا زالت مواعظه حديثاً معطراً , لا يكاد يملّه جليسه , فمن أشهى الأحاديث حديثه , وما جلس إلا وتجمع الناس حوله من الأدباء وأهل الذوق الأدبي يتوقعون نوادره وملحه , وأحاديثه الشهية ) .
2- وقال ويقول الأستاذ جعفر الخليلي في كتابه ” هكذا عرفتهم “: ( اليعقوبي من أكثر الشعراء المعاصرين الذين يزخر شعرهم بالبديع من الجناس والتورية والأمثال والتضمين الذي يرسله عفو الخاطر دون تكلف ودون تعقيد ) .
3- وقال عنه الشيخ آغا بزرك الطهراني في كتابه ” نقباء البشر “: ( خطيب شهير , وشاعر كبير , وباحث فاضل .. وقد سطع نجمه في مجال الأدب ونوادي الشعر , وذاع اسمه وبرز في الخطابة , واشتهر في المدن العراقية الكبيرة , وصار لمنبره وزن كبير, ولشخصيته مكانة في النفوس لما امتاز به من غزارة الفضل , ورقة الطبع ونقاء السريرة ) .
4- اما الشيخ علي الخاقاني في كتابه ” شعراء الغري”: ( بالرغم من تحفظه عليه نتيجة حزازات شخصية في قلبه عليه لا يتسع المجال لذكرها , قد شهد بأنّه خطيب شهير , وأديب معروف , وشاعر رقيق … ) ، ثم ذكره قائلاً : (وهو إنسان مرح الروح , لطيف المعشر , رقيق الحديث مليح النكتة , قصاص بارع , وفكِه متين , متواضع ما وسعه التواضع ) .
من آثاره ومؤلفاته:
1- المقصورة العلوية: وهي قصيدة تناهز 450 بيتاً من الشعر في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام .
2- عنوان المصائب في مقتل أمير المؤمنين علي بم أبي طالب عليه السلام .
3- كتاب البابليات في ثلاثة أجزاء في تراجم شعراء الحلة .
4- كتاب الذخائر وهو ديوان شعري خاص بأهل البيت عليهم السلام ، يحتوي على حوالي 50 قصيدة ومقطوعة مدحاً ورثاءً .
5- ديوان شعر: ويحتوي على ما نظمه من الشعر ، وهو طافح بالوطنيات والوجدانيات والوثائق التاريخية ( جزئين ) .
6- حقق عدة دواوين شعرية طبعت بإشرافه كأمثال: ديوان الملا حسن القيم الحلي ، وديوان الشيخ صالح الكواز ، وديوان الشيخ عباس الملا علي ، وديوان والده الشيخ يعقوب ، وديوان الشيخ عباس شكر .. وغيرها من الدواوين .
7- له تعليقات على بعض كتب التاريخ والتراجم .
8- وله كتب مخطوطه منها: وقائع الأيام ، جامع براثا ، مع الشريف الرضي في ديوانه .. وغيرها من الكتب والتعليقات المخطوطة .
من شعره:
قال في ذكرى ميلاد سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام:
أي بـشرى يزفـها جبرئيل *** والمُهنّى بالسبط فيها الرسول
تتهادى الأملاك فيها التهاني *** فصعود لهم بـها ونـزول
بوليد قـرت بـه عيـن طه *** وبه سـر حيـدر والبـتول
نبـعة من أراكـة قد تناهت *** لذرى الفرقدين منها الاصول
أبواه من قد عـلمت وعماه *** لـدى الفـخر جعفر وعقيل
فيه هـبت مـن طـيبة نفـحات *** من شذاها طابت صبا وقبول
وقال في مدح أهل البيت عليهم السلام:
سرائـر ود للنـبي ورهطه *** بقلبي ستبدو يوم تبلى السرائر
وعندي مما قلت فيهم ذخائر *** ستنفعني في يوم تفنى الذخائر
وقال في قصيدة أخرى:
ما لي سوى الهادي النبي وآله *** حصن إليه لدى الشدائد التجي
أنا مرتج لهـم وان نزل الرجا *** بسواهم يـنزل ببـاب مرتج
وقال أيضاً في حب آل محمد عليهم السلام:
غرسـت بقـلبي حـب آل محمد *** فلم أجن غير الفوز من ذلك الغرس
ومن حاد عنهم واقتفى اثر غيرهم *** فقد باع منه الحـظ بالثـمن البخس
وفاته:
توفي الشيخ عليه الرحمة في مدينة النجف الأشرف في فجر يوم الأحد الموافق للواحد والعشرين من شهر جمادى الآخرة من عام 1385هـ ، عن سبعين عام ، ودفن في النجف الأشرف .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنظر/
1- كتاب مستدركات أعيان الشيعة ج1 ص221-222 .
2- كتاب أدب الطف ، للسيد جواد شبر ج10 ص190–197 .
3- كتاب نقباء البشر ، لآغا بزرك الطهراني ج4 ص1560-1563 .
4- كتاب هكذا عرفتهم ، للأستاذ جعفر الخليلي ج2 .
5- كتاب شعراء الغري ، لعلي الخاقاني ج9 .
6- موقع شعراء أهل البيت عليهم السلام الالكتروني .
7- موقع شبكة النجفي الثقافية الالكتروني .