الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضوان الله عليه
الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضوان الله عليه
اسمه ونسبه:
هو جُنْدَبْ بنُ جُنادَة الغِفاري المعروف بأبي ذر الغفاري ، من كبار صحابة النبي صلى الله عليه وآله ومن خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام .
ولادته:
وُلد قبل البعثة النبوية بعشرين سنة . وكان رابع من آمن برسول الله صلى الله عليه وآله .
قيل في حقه:
1- قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (ما أظلّت الخضراء ، ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر) .
2- قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (أبو ذر في أمتي شبيه عيسى بن مريم في زهده) .
3- سُئل أمير المؤمنين عليه السلام عن أبي ذر فقال : (ذلك رجلٌ وعى علماً عجز عنه الناس ، ثم أوكأ عليه ، ولم يخرج شيئاً منه) .
4- قال الإمام الباقر عليه السلام : (ارتدّ الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله ، إلا ثلاثة نفر: سلمان ، وأبو ذر ، والمقداد . قال : فقلت : فعمار ؟ فقال : قد كان جاض جيضة ، ثم رجع) .
من سيرته:
كان أبو ذر رضوان الله عليه من المجاهرين بذكر مناقب أهل البيت عليهم السلام ومثالب أعدائهم . وكان أحد الذين حضروا تشييع جثمان السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ليلاً . كما كان ملتزماً برواية أحاديث النبي صلى الله عليه وآله بالرغم من المنع حتى أدَّى به ذلك إلى السجن في عهد عمر . ولما اعترض أبو ذر على تصرفات عثمان نفاه إلى الشام ، وفي الشام كان يعظ الناس ويروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ما سمعه منه في فضائل أهل بيته عليهم السلام فكتب معاوية إلى عثمان كتاباً يعلمه بما يفعله ويقوله أبو ذر . وبعد جواب عثمان قام بإخراجه إلى المدينة . وبعد رجوعه إلى المدينة استمر في انتقاد عثمان ، فأبعده إلى الربذة . وكان عثمان قد نهی عن مشايعة أبي ذر عند الذهاب إلى الربذة ، إلا أن أمير المؤمنين والحسنان عليهم السلام وآخرون صحبوه وقد قال له عليه السلام عند توديعه : ( يا أبا ذر إنك غضبت لله فارجُ من غضبت له . إنَّ القوم خافوك على دنياهم ، وخفتهم على دينك ، فاترك في أيديهم ما خافوك عليه ، واهرب منهم بما خفتهم عليه . فما أحوجهم إلى ما منعتهم ، وما أغناك عما منعوك . وستعلم من الرابح غداً ، والأكثر حُسَّداً . ولو أن السماوات والأرضين كانتا على عبد رتقاً ثم اتقى الله لجعل الله له منهما مخرجاً ، ولا يؤنسنك إلا الحق ، ولا يوحشنك إلا الباطل . فلو قبلت دنياهم لأحبوك ، ولو قرضت منها لأمنوك ) .
وفاته:
توفي أبو ذر رضوان الله عليه في اليوم السابع والعشرين من شهر ذو القعدة الحرام من عام 32هـ . وكان ذلك تصديقاً لقول النبي صلى الله عليه وآله : ( يا أبا ذر تعيش وحدك ، وتموت وحدك ، وتدخل الجنة وحدك ) . وقد قام بتغسيله وتكفينه والصلاة عليه جماعة كانوا في طريقهم للحج منهم مالك الأشتر ودفنوه في منفاه بالربذة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنظر/ حوادث عبر التاريخ ص 148- 154 .