الميرزا اسماعيل الشيرازي عليه الرحمة
الميرزا اسماعيل الشيرازي عليه الرحمة
( 1258ه – 1305هـ )
اسمه ونسبه:
الميرزا أبو الحسين وأبو الهادي ؛ إسماعيل بن الأمير السيد رضي ابن السيد ميرزا محمد إسماعيل الشيرازي الحسيني . كان عالماً فاضلاً جليلاً شاعراً أديباً .
ولادته:
ولد عليه الرحمة في مدينة شيراز من مدن إيران في عام 1258ه .
نشأته:
نشأ عليه الرحمة في مسقط رأسه ، فأخذ السيد العلم عن ابن عمه وخال ولده الإمام الميرزا حسن الشيرازي فكان من أفضل تلامذته والمقربين عنده فقد برز بين أخدانه العلماء ، حتى كاد أن يتولى الزعامة من بعده لولا أن عاجله القدر.
وكان عليه الرحمة بالإضافة إلى علمه الجم أديباً لامعاً وشاعراً مطبوعاً طارح الشعراء وساجلهم بأنواع من الشعر المطبوع . وكانت له صلة وثيقة بالشاعر الشهير السيد حيدر الحلي وله فيه قصائد مثبتة في ديوانه الذي نُشر عام 1369هـ .
ومما قاله السيد حيدر الحلي مخاطباً صديقه الميرزا إسماعيل الشيرازي وكان مريضاً:
يا سمي الذي فداه من الذبح *** إله السما بذبح عظيم
والحفيظ العليم من في هداه *** ناب عن جده الحفيظ العليم
جئت يا فرع هاشم أجتني منك *** سجايا طابت كطيب الأروم
فعدتني عن المرام عواد *** جلبتها يد الزمان اللئيم
حجبت بيننا شكاتك يا بدر *** فكم لي من نظرة في النجوم
لست أنت السقيم لكن قلبي *** يا شفاك الإله عين السقيم
قيل في حقه:
1- قال الأوردبادي في مجموعته فقال: ( أحد العباقرة من آل محمد كان موقفه من العلم والفقه والأدب فوق مناط الثريا ، ولم يزل يرفل من حلل من التقوى صافية ، وبرود من كرائم الأخلاق قشيبة ، وهمم تستخف بالهضب الرواسي حتى لوى الحمام غصن قوامه النظر ، وأذبل نبعه الندي ، وقد كان من محققي تلامذة ابن عمه الإمام المجدد ، وأفضل الحضور تحت منبره بنص منه وإجماع من أصحابه ) .
2- قال عنه آغا بزرك الطهراني عليه الرحمة: ( وقد بلغ من العلم والفضل والأدب مبلغ ، وبرز بين أقرانه من تلامذة المجدد حتى كان هو المقرب عنده وكاد أن يتولى الزعامة الدينية بعده ، إذ قد رشح للمنصب نظراً لقابليته ، إلا أن القدر عاجله ) .
3- قال عنه صاحب الحصون: ( كان عالماً فاضلاً كاملاً فقيهاً أصولياً محققاً مدققاً لبيباً ظريفاً لطيفاً حسن السمت والهدي كريم الأخلاق طيب الأعراق متواضعاً شاعراً ماهراً بالعربية والفارسية منشئاً بليغاً جامعاً لصفات الكمال ) .
من مؤلفاته:
1- شرح القصيدة الأزرية .
2- ديوان شعره .
من شعره:
قال عليه الرحمة في رثاء الإمام الحسين عليه السلام:
نبا نزار من ظباك الشبا *** أم سمرك اليوم غدت أكعبا
أم عقرت خيلك أم جززت *** منها نواصيها فلن تركبا
ما كان عهدي بك أن تحملي الضيم *** وفي يمناك سيف الابا
فهذه حرب وقد أنشبت *** فيك على رغم العلى المخلبا
فأين عنكم يا ليوث الوغى *** مخالب السمر وبيض الظبا
ما خدشت قضبك من مقبل *** وجها ولا من مدبر منكبا
وفي الوغى لم تنشري راية *** ولم تجيلي خيلك الشزبا
فحربك اليوم خبت نارها *** ونار حرب لهبت في الخبا
أتدخل الخيل خباء الأولى *** خباؤها فوق السما طنبا
نساؤها تسبى جهارا ولا *** من سيفها البتار يدمى شبا
لهفي لآل الله إذ أبرزت *** من الخبا ولم تجد مهربا
تؤم هذي ولها مشرق الشمس *** وهذي تقصد المغربا
وزينب تهتف بالمصطفى *** والمرتضى والحسن المجتبى
يا غائبا لا يرتجى عوده *** ولن تراه أبدا آيبا
ترضى بان أسلب بين العدى *** حاشاك أن ترضى بان أسلبا
وله يمدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، ويذكر يوم الغدير بقوله:
كفاني من الدنيا مديح أولي النهى *** وحب ذوي القربى هو الفخر والذخر
وقد جاءنا يوم الغدير مبشرا *** يطالعه البشرى ويقدمه البشر
تجلى ضمير الغيب وانتهك الستر *** وبالغ أمر الله وانقطع العذر
فقد هدم الإسلام ما شيد الردى *** وقد نقض الإيمان ما أبرم الكفر
وقد بلغ الحق القويم نصابه *** وأكمل دين الله واتضح الأمر
وسمى أميرا من غدا لنبيه *** وزيرا وقدما شد منه به الأزر
وما نقموا من حيدر غير أنه *** يشد إذا هدوا يكر إذا فروا
فسل إن جهلت الناس عن غزو خيبر *** وأحد وقد يغني عن الخبر الخبر
فلو لم يكن في كفه السيف قائما *** لما قام للإسلام ركز ولا ذكر
ولم تنصب الرايات في فتح مكة *** ولم يك للأصنام في نصبها كسر
وفاته:
توفي عليه الرحمة في اليوم الحادي عشر من شهر شعبان المعظم من عام 1305هـ في الكاظمية ، عن عمر يناهز 56 عاماً ، وحمل جثمانه إلى النجف الأشرف فدفن في الغرفة الثالثة من جهة باب السوق الكبير على يسار الداخل إلى الصحن .
وقد رثاه جمع من الشعراء ، منهم الشيخ حمادي بن نوح الحلي حيث قال في قصيدة يرثيه بها:
لك إن طلت فاطم الطهر أم *** وأبوك الهادي البشير النذير
قد تجلت لك المراتب حتى *** نلتها والقضا لك المأمور
روع السرب يا بغاث البوادي *** ثكلت أجدل البزاة الصقور
من يرد العدى بقولة فصل *** ضمن إيجازها الخطاب الكثير
وسرى نعشه فقلت لفكري *** سار في الأفق كوكب أم سرير
أيها الحامل المصابيح ليلا *** والدجى من سنا المسجى ينير
غني النعش عن سناكم ولكن *** سعيكم في إجلاله مشكور
يا أمير الكلام وابن أعالي *** امراه إذا أنسددن الثغور
ارع مني فريدة لو تجلت *** حاد عنها مهلهل وجرير
فقنا يا أبا محمد خطبا *** قصمت للاسلام فيه ظهور
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنظر/
1- أعيان الشيعة ج3 ص324 – 325 .
2- الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، للهمداني ، ص446 – 447 .
3- الغدير ج6 ص29 – 32 .
4- علي في الكتاب والسنة والأدب ج5 ص15 – 19 .
5- الكنى والألقاب ج3 ص225 – 226 .
6- ديوان السيد حيدر الحلي ج1 ص151.
7- مجلة الفرات الالكترونية ، العدد 40 ، الكاتب/ الشيخ محمد الحلفي .
8- معارف الرجال 1 / 109 .
9- موقع الإمام الشيرازي الالكتروني .