جعفر بن أبي طالب (عليه السلام)

ذو الجناحين


جعفر الطيار


عليه السلام

اسمه وكنيته ونسبه :

السيّد جعفر بن أبي طالب الهاشمي القرشي ، المعروف بـ( جعفر الطيّار ) ، وأُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف .

ويكنَّى بـ( أبي عبد الله ) ، وكنَّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بـ( أبي المساكين ) ، لأنّه كان يعطف على المساكين ، ويتفقَّدهم ، ويجلس معهم .

ولادته :

وُلد بمكّة قبل البعثة .

منزلته ومواقفه :

كان من السابقين إلى الإسلام ، فقد أسلم بعد إسلام أخيه أمير المؤمنين علي (عليه الصلاة والسلام) بقليل.

وهو ثاني من صلَّى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الرجال ، في أوَّل جماعة عقدت في الإسلام .

وهاجر في السنة الخامسة من البعثة مع الدفعة الثانية التي هاجرت إلى الحبشة ، وكان جعفر على رأس المهاجرين ، وصحب معه زوجته أسماء بنت عميس .

لمنزلته العظيمة ودوره الكبير في نشر الإسلام وتبليغه ، ضرب له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم بدرٍ سهماً من الغنيمة ، حاله حال المقاتلة ، ولم يكن جعفر حاضراً فيها .

قدم على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في السنة السابعة من الهجرة ، حيث كان فتح خَيْبَر ، فاعتنقه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال : ” مَا أدري بأيِّهما أنا أشدُّ حرصاً ، بقدوم جعفرٍ ، أم بِفَتحِ خَيْبَر “.

ولقِب بـ( ذي الهِجْرَتين ) ، لأنّه هاجر من مكّة إلى الحبشة ، ومنها إلى المدينة ، حيث أنزله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جنب المسجد ، واختار له منزلاً هناك .

شهادته :

أمَّره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على جيش المسلمين في غزوة مُؤْتَة ، فإن قُتِلَ فزَيد بن حارثة ، فإن قُتِل – زيد بن حارثة – فعبدُ الله بن رَوَاحة .

فقطعت يده اليمنى ، فقاتل (رضوان الله عليه) باليسرى حتّى قطعت ، فَضُرِبَ وسطه .

فسقطَ (رضوان الله عليه) شهيداً مضرَّجاً بدمه ، وكان ذلك في اليوم العاشر من شهر جمادى الثانية عام ( 8 هـ ) ، ودُفِن في مؤتة ، وهي قرية من قرى البلقاء في حدود الشام ، وله مزار معروف هناك .

حزن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لوفاته حزناً شديداً ، وبكى عليه وقال: ” عَلَى مِثلِ جعفَرٍ فَلتَبكِ البَواكي “.

وقال فيه (صلى الله عليه وآله وسلم) يصف فيه خصال جعفر : ( إنَّ خُلُقك خُلُقي ، وأشبَهَ خَلقك خَلقي ، فأنتَ مِنِّي ومن شجرتي ) .

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لما قُتِل جعفر : ( إنَّ اللهَ أبدَلَهُ بيديه جناحَين ، يطيرُ بِهِما في الجنَّة حيثُ شَاء ) .