زيد بن الإمام زين العابدين عليه الصلاة والسلام

السيد زيد بن الإمام زين العابدين عليه السلام

 

اسمه ونسبه:

هو السيد زيد بن الإمام علي السجاد بن الإمام الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين عليهم السلام .

 

صفاته:

كان زيد بن الإمام السجاد أفضل إخوته بعد الإمام الباقر عليه السلام ، وكان عابداً ورعاً سخياً شجاعاً ، وظهر بالسيف يطلب بثارات الإمام الحسين عليه السلام ويدعو إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله فظنَّ الناس أنه يريد بذلك نفسه ، ولم يكن يريدها لمعرفته باستحقاق أخيه الباقر عليه السلام الإمامة من قبله .

 

خروجه لطلب الثأر:

جاءت الرواية أن سبب خروجه: أنه دخل على هشام بن عبد الملك ، فقال له هشام: أنت المؤهل نفسك للخلافة ، وما أنت وذاك لا أم لك ، وإنما أنت ابن أمة . فقال له زيد: إني لا أعلم أحداً أعظم منزلة عند الله من نبي بعثه وهو ابن أمة ، فلو كان ذلك يقصر عن منتهى غاية لم يبعث ، وهو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، فالنبوة أعظم منزلة عند الله أم الخلافة ؟ وبعد فما يقصر برجل أبوه رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ابن علي بن أبي طالب عليه السلام ؟ فوثب هشام عن مجلسه ودعا قهرمانه وقال: لا يبيتن هذا في عسكري . فخرج زيد وهو يقول: إنه لم يكره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا .

وقيل: إن هشاماً قال لزيد بن علي لما دخل عليه: ما فعل أخوك البقرة . فقال زيد: سماه رسول الله صلى الله عليه وآله باقر العلم وأنت تسميه بقرة لقد اختلفتما إذاً .

فلما وصل الكوفة اجتمع إليه أهلها ، فلم يزالوا به حتى بايعوه على الحرب وبلغ عدد المبايعين أكثر من خمسة عشر ألف رجلاً فدخل في حربٍ مع الوالي الأموي على الكوفة يوسف بن عمر الثقفي إلا أن أهل الكوفة غدروا به وتركوه مع أصحابه فثبت معهم وقاتل قتال الأبطال حتى أصابه سهم في جبهته فاستشهد . ولما بلغ خبر مقتله الإمام الصادق عليه السلام حزن عليه حزناً عظيماً ، وفَرَّقَ من ماله في عيال من أصيب معه من أصحابه ألف دينار . وقد عمد أصحابه إلى دفنه في وسط النهر بعد أن قطعوا ماءه خوفاً عليه من الأمويين أن يمثلوا بجثته إلا أن أحد عيون السلطة قد راقب تحركاتهم فأخبر الوالي الأموي فأسرع ونبش القبر وأخرج الجثمان وصلبه منكوساً على سوق الكناسة واحتز رأسه الشريف وأرسله إلى طاغية الشام هشام بن عبد الملك الذي أمر بنصبه في الشام والمدينة المنورة ومصر ، وقد أمر هشام واليه أن يبقي زيد مصلوباً ولا ينزله عن خشبته قاصداً بذلك إذلال العلويين والاستهانة بشيعتهم ، وفي عهد الوليد بن يزيد أمر بإنزال الجثمان وإحراقه بالنار وذرِّه في الفرات ، وقد كانت شهادته والتمثيل به حدثاً مروّعاً هز وجدان الأمّة الإسلامية ، وأذكى فيها روح الثورة ، وعجّل سقوط الحكم الأموي ، إذ لم يمضي على استشهاده أكثر من أحد عشر عامّاً مليئاً بالثورات والأحداث والانتفاضات حتّى انهار الحكم الأموي وولّى إلى الأبد .

 

شهادته:

استشهد زيد رضوان الله عليه في اليوم الأول من شهر صفر المظفر من عام 121هـ ، وكان عمره يوم قتل اثنين وأربعين سنة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنظر/

1- إعلام الورى بأعلام الهدى ج1 ص493-497 .

2- فيض العلام ص188-191 .

3- موسوعة المصطفى والعترة ج8 ص67-76 .


أكتب تعليقاً