السيدة سكينة بنت الإمام الحسين عليهما السلام
السيدة سكينة بنت الإمام الحسين عليهما السلام
( 47هـ – 117هـ )
اسمها ونسبها:
هي السيدة سَكِيْنَة بنت الإمام الحسين عليه السلام ، والدها هو الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأمها السيدة الرباب بنت امرئ القيس عليها السلام ، وزوجها عبد الله بن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام .
ولادتها:
ولدت عليها السلام بالمدينة المنورة ، وبما أن المصادر لم تذكر تاريخاً لولادتها ، ولكنها ذكرت أنها عليها السلام كانت يوم الطف بالغة مبلغ النساء وبالتالي تكون الولادة في عام 47هـ ( كما ذكر ذلك السيد المقرم ) .
سبب تسميتها بـ “سكينة” :
يروى أنَّ الاسم الحقيقي للسيدة ” سكينة ” والتي اشتهرت على الألسن هو ” آمنة ” وقيل ” أميمة ” ، وإنما سَكينة لقب لقبته به أمها الرباب ، وذلك لسكينتها وهدوء في طبعها غلب عليها ، حتى كانت السكينة صفة لها .
من أحوالها:
كانت سلام الله عليها سيدة نساء عصرها وأحسنهن أخلاقاً وأكثرهنَّ زُهداً وعِبادةً ، عاصرت فاجعة الطف المروعة وشاهدت محنة أبيها وأعمامها وأخوتها وأهل بيتها ، وقد أذهل سكينة قتل أخيها عبد الله الرضيع والمصائب التي تحملتها طيلة ذلك اليوم حتى أنها ما استطاعت أن تقوم لتوديع أبيها الحسين عليه السلام الوداع الأخير الذي لا لقاء بعده في الدنيا ، حيث حفت به بنات الرسالة وكرائم الوحي يتصارخن في توديعه ، فقد ظلت في مكانها واجمة ، ولحظها أبوها وهي بهذا الحال فوقف على رأسها يصبرها وهو يقول:
سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي *** منك البـكاء إذا الحِمامُ دهاني
لا تحرقي قلبي بدمعك حسـرةً *** ما دام مني الـروح في جثماني
فإذا قُتِلـتُ فأنتِ أولى بالذي *** تأتينه يـا خـيرةَ النـسوانِ
لقد قابلت عليها السلام تلكم الفوادح برباطة جأش وهدوء بال ، وذلك لانخراطها في الاستغراق مع الله تعالى وتفانيها في الطاعة له كما اخبر بذلك أبوها عليه السلام بقوله: ( الغالب عليها الاستغراق مع الله ) .
كما شاهدت سلام الله عليها مصيبة الأسرِ والسيرِ على الجِمالِ من كربلاء إلى الكوفة وإلى الشام والمواقف الرهيبة التي وقفتها مع عماتها وأخواتها في مجلس ابن زياد في الكوفة ، وفي مجلس يزيد ابن معاوية في الشام .
كل ذلك لم يضعضع صبرها ولا وهن تسليمها للقضاء الجاري ، ولم يتحدث المؤرخون عما ينافي ثباتها على الخطوب مع كل ما لاقته من شماتة .
هذا وقد تجنَّى بعض أعداء أهل البيت عليهم السلام من الزبيريين والأمويين ونسبوا لهذه السيدة الجليلة قول الشعر ومجالسة الشعراء وحاشاها سلام الله عليها من تلك الفريَّة وهي سليلة الطهر والنجابة والتُّقى .
رثاؤها لأبيها عليهما السلام:
مما ورد في رثائها لأبيها سيد الشهيد عليهما السلام قولها:
لا تعذليـه فهـم قـاطع طرقه *** فـعينــه بدمـوع ذرف غدقـه
ان الحسين غداة الـطف يرشقه *** ريب المنون فما ان يخطىء الحدقه
بكـف شـر عبـاد الله كـلهم *** نسـل البغايا وجيش المرق الفسقه
أأمة السوء هاتوا مـا احتجاجكم *** غداً وجلكـم بالسيـف قـد صفقه
الويل حل بكـم إلا بمـن لحقه *** صيرتموه لا رمـاح العـدى درقه
يا عين فاحتفلي طول الحياة دماً *** لا تبك ولـداً ولا أهـلاً ولا رفقه
لكن على ابن رسول الله فانسكبي *** قيحاً ودمـاً وفـي اثريهمـا العلقه
وفاتها:
كانت وفاتها عليها السلام بعد مضي ست وخمسون سنة على فاجعة كربلاء في يوم الخميس الخامس من شهر ربيع الأول من عام 117هـ ، ودفنت بالبقيع ولها من العمر خمس وسبعون سنة ، أما القبر المنسوب إليها بمدينة دمشق في مقبرة الباب الصغير فهو غير صحيح ، لإجماع أهل التاريخ على أنها دُفِنت بالمدينة ، أما ذلك القبر فهو لسيدةٍ من بنات الملوك تسمى سكينة كما يُروى ذلك عن الشيخ عباس القمي قدس سره .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنظر/
1- كتاب فيض العلام ص218 .
2- كتاب العقيلة والفواطم ص158 .
3- كتاب تقويم الشيعة ص137 .
4- كتاب أعيان الشيعة ج3 ص491-492 ، ج7 ص274 .
5- كتاب ” عقيلة قريش آمنة بنت الحسين عليها السلام (الملقبة بسكينة) ” للسيد محمد علي السيد يحيى الحلو .
6- كتاب ” السيدة سكينة ابنة الإمام الحسين عليه السلام ” للسيد عبدالرزاق المقرم .