السيد محمد النفس الزكية رضوان الله عليه

السيد محمد النفس الزكية رضوان الله عليه

( 93هـ – 145هـ )

 

اسمه ونسبه:

هو السيد محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام . وأمه هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي .

 

كنيته ولقبه:

يكنى أبا عبد الله ، ويلقب بالأرقط وبالمهدي وبالنفس الزكية .

وكان يقال له : صريح قريش ؛ لأنه لم يقم عنه أم ولد في جميع آبائه وأمهاته وجداته . وكان أهل بيته يسمونه المهدي ويقدرون أنه الذي جاءت فيه الرواية . وكان علماء آل أبي طالب يرون فيه أنه النفس الزكية ، وانه المقتول بأحجار الزيت .

كان من أصحاب الصادق عليه السلام ، وكان من أفضل أهل بيته ، وأكبر أهل زمانه في علمه بكتاب الله وحفظه له وفقهه في الدين وشجاعته وجوده وبأسه .

 

ولادته:

ولد في عام 93هـ ( وقيل عام 100هـ ) بالمدينة ونشأ بها .

 

ثورته:

لما بدأ الانحلال في دولة بني أمية بالشام ، اتفق رجال من بني هاشم بالمدينة على بيعته سرا ، وفيهم بعض بني العباس ، وبعد ذهاب ملك الأمويين ، وقيام دولة العباسيين ، فتخلف هو وأخوه إبراهيم عن الوفود المبايعة للسفاح ، ثم المنصور . فطلبه المنصور هو وأخوه ، فتواريا بالمدينة ، فقبض على أبيهما واثني عشر من أقاربهما ، وعذبهم ، فماتوا في حبسه بالكوفة بعد سبع سنين .

علم محمد النفس الزكية بموت أبيه ، فخرج من مخبئه ثائرا ، في مئتين وخمسين رجلا ، فقبض على أمير المدينة ، وبايعه أهلها بالخلافة . وأرسل أخاه إبراهيم إلى البصرة فغلب عليها وعلى الأهواز وفارس . وبعث الحسن بن معاوية إلى مكة فملكها . وبعث عاملا إلى اليمن . وكتب إليه المنصور يحذره عاقبة عمله ، ويمنيه بالأمان وواسع العطاء ، فأجابه : ( لك عهد الله إن دخلت في بيعتي أن أؤمنك على نفسك وولدك ) وتتابعت بينهما الرسل ، فانتدب المنصور لقتاله ولي عهده عيسى بن موسى العباسي .

 

استشهاده:

سار عيسى العباسي بأربعة آلاف فارس لقتال محمد النفس الزكية في المدينة ، فقاتله محمد بثلاثمائة على أبواب المدينة . وثبت لهم ثباتا عجيبا ، فقتل منهم بيده في إحدى الوقائع سبعين فارسا .

بعد عدة وقائع حدثت بين الجيشين ، تفرق أكثر أنصار محمد النفس الزكية ، وعلى اثر ذلك قُتل السيد محمد رضوان الله عليه على يد قحطبة بن حميد الذي فصل رأسه بسيفه ، وقدّمه إلى عيسى بن موسى الذي أرسله بدوره إلى المنصور العباسي ، والذي أمر بأن يُطاف به في شوارع الكوفة ، ولم يكتف الجيش العباسي بقتل النفس الزكية ، بل أحدث مجزرة رهيبة في صفوف أبناء الإمام الحسن عليه الصلاة والسّلام والمخلصين من أتباعهم ، فقتلوهم ، وصلبوهم ، وعلقوا جثتهم لثلاثة أيام ، حتّى ضجّ الناس بالشكوى ، فخاف عيسى من ردّة الفعل ، فأمر بإلقاء الجثث في مقابر اليهود .

وقد كان استشهاده رضوان الله عليه في اليوم الرابع عشر من شهر رمضان المبارك من عام 145هـ .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنظر/

1- مستدرك سفينة البحار ج2 ص86 .

2- بحار الأنوار ج47 ص295 .

3- مقاتل الطالبيين للأصفهانى ص157 – 160 .

4- الأعلام للزركلي ج6 ص220 .

5- بحوث في الملل والنحل للسبحاني ج7 ص351 – 356 .

6- رجال ابن داود ص175 – 176 .

7- معجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج17 ص249 – 250 .

8- تقويم الرضا .


أكتب تعليقاً