الشيخ زين الدين بن نور الدين العاملي قدس سره ” المعروف بالشهيد الثاني “
الشيخ زين الدين بن نور الدين العاملي قدس سره
” المعروف بالشهيد الثاني “
( 911هـ ـ 965هـ )
اسمه ونسبه:
الشيخ زين الدين بن نور الدين علي بن احمد بن محمد بن علي بن جمال الدين بن تقي بن صالح بن مشرف العاملي الشامي الجبعي المعروف بالنحاريري والشهير بـ ” الشهيد الثاني ” .
ولادته:
ولد الشيخ قدس سره في يوم الثلاثاء الثالث عشر من شهر شوال في عام 911هـ ، في قرية جبع إحدى قرى جبل عامل في جنوب لبنان .
نشأته ودراسته:
نشأ قدس سره في أُسرة علميّة فاضلة ، ويكفي من ذلك أنّ ستة من آبائه وأجداده كانوا من العلماء الفضلاء . وبعد أن أنهى الشهيد الثاني دراسة المقدمات عند والده نور الدين علي بن أحمد ، كانت الهجرة من وطنه طلباً للعلم سبباً آخر في ارتقائه مدارجَ المعرفة . فانتقل إلى قرية ميس إحدى قرى جبل عامل في جنوب لبنان ولم يكن تجاوز سنَّ المراهقة ، فحضر عند الشيخ علي بن العالي الميسي ( المتوفى سنة 938 هـ ) وقرأ عليه شرائع الإسلام للمحقق الحلي والإرشاد والقواعد للعلامة الحلي.
ثم انتقل إلى كرك نوح ودرس النحو وأصول الفقه وبعد إقامة دامت ثلاث سنين في جبع سافر إلى دمشق في سنة 937هـ فدرس شطرًا من كتب الطب والحكمة والهيئة واشترك أيضًا في درس كتاب الشاطبية في علم القراءة والتجويد.
ثم سافر إلى مصر في سنة 942هـ ودرس فيها عند ستة عشر أستاذًا بارزًا في علوم العربية وأصول الفقه والهندسة والمعاني والبيان والعروض والمنطق والتفسير وغيرها.
وفي سنة 948هـ سافر إلى بيت المقدس وحصل على إجازة في الرواية من الشيخ شمس الدين بن أبي اللطيف المقدسي ثم عاد إلى وطنه.
وبعد أن زار الشهيد الثاني مراقد الأئمة الأطهار عليهم السلام في سنة 953هـ عاد إلى جبع واستقر في وطنه الأصلي واشتغل بالتدريس والتأليف.
أقوال العلماء فيه:
1ـ قال الشيخ محمّد ابن العودي العاملي: « حاز من خصال الكمال ومآثرها، وتردّى من أصنافها بأنواع مفاخرها، كانت له نفس علية تزهي بها الجوانح والضلوع، وسجية سنية يفوح منها الفضل ويضوع، كان شيخ الأُمّة وفتاها، ومبدأ الفضائل ومنتهاها… ».
2- وقال فيه الشيخ الحرّ العامليّ في كتابه أمل الآمل: « أمره في الفقه والعلم والفضل والزهد والعبادة والورع والتحقيق والتبحّر وجلالة القَدر وعِظم الشأن وجمع الفضائل والكمالات .. أشهر من أن يُذكر ، ومصنّفاته مشهورة .. كان فقيهاً مجتهداً ، ونحويّاً حكيماً متكلّماً قارئاً جامعاً لفنون العلوم ، وهو أوّل مَن صنّف من الإماميّة في دراية الحديث » .
3ـ قال الشيخ يوسف البحراني في كتابه لؤلؤة البحرين: « وكان هذا الشيخ من أعيان هذه الطائفة ورؤسائها ، وأعاظم فضلائها وثقاتها، عالم عامل محقّق مدقّق زاهد مجاهد، محاسنه أكثر من أن تُحصى، وفضائله أزيد من أن تُستقصى ».
4- وقال السيد محسن الامين في كتابه أعيان الشيعة: « وما ظنك برجل من اعظم العلماء واكابر الفقهاء ، يحرس الكرم ليلا ويطالع الدروس، وفي الصباح يلقي الدروس على الطلبة .. ويحتطب ليلا ويشتغل بالتجارة أحيانا .. وهكذا كانت طريقة علماء جبل عامل في الزهد والقناعة والجد والكد والعمل للمعاش والمعاد » .
5- وقال الشيخ الخونساري صاحب روضات الجنات: « لم ألف إلى هذا الزمان أحدًا من العلماء الأجلة يكون بجلالة قدره وسعة صدره وعظم شأنه وارتفاع مكانه وجودة فهمه ومتانة عزمه وحسن سليقته واستواء طريقته ونظام تحصيله و كثرة أساتيذه وظرافة طبعه ولطافة صنعه ومعنوية كلامه وتمامية تصنيفاته وتأليفاته » .
من أساتذته:
1- الشيخ علي بن الحسين الكركي العاملي ” المعروف بالمحقق الثاني “.
2- أبوه الشيخ علي بن أحمد العاملي الجبعي ( المتوفى 925هـ ) .
3- السيّد حسن ابن السيّد جعفر الأعرجي الكركي .
4- الشيخ علي بن عبد العالي الميسي (938هـ ) .
5- الشيخ محمد بن مكي الحكيم .
6- الشيخ جمال الدين أحمد بن خاتون العاملي .
من تلامذته:
1- الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي ، والد الشيخ البهائي .
2- أخوه الشيخ عبد النبي بن علي العاملي .
3- السيّد علي بن الحسين الموسوي العاملي .
4- الشيخ محمّد ابن العودي العاملي .
5- السيّد علي بن الحسين الصائغ .
6- الشيخ علي بن زهرة العاملي.
7- السيد نور الدين علي بن الحسين الموسوي العاملي .
من مؤلفاته:
1- الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقية ( عشرة أجزاء ) .
2- مسالك الأفهام في شرح شرائع الإسلام ( سبعة مجلدات ) .
3- روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان .
4- التنبيهات العَليّة على وظائف الصلاة القلبية.
5- مُنية المريد في آداب المفيد والمستفيد .
6- مسكّن الفؤاد عند فقد الأحبّة والأولاد.
7- كتاب الرجال والنسب .
8- الفوائد المليّة في شرح النَّفليّة.
9- حقائق الإيمان .
10- الدراية ( في الحديث ) .
11- غُنية القاصدين في معرفة اصطلاحات المحدّثين.
12- منار القاصدين في معرفة معالم الدين .
13- كشف الرِّيبة عن أحكام الغِيبة.
14- البداية في سبيل الهداية .
شهادته:
يذكر أن سبب استشهاد الشهيد الثاني قدس سره أن قاضي صيدا كتب إلى السلطان العثماني أنه وجد ببلاد الشام رجل مبدع خارج عن المذاهب الأربعة فأرسل السلطان في طلبه فألقي القبض عليه بمكة المكرمة بالمسجد الحرام بعد فراغه من صلاة العصر في الخامس من شهر ربيع الأول سنة 965 للهجرة وحبس بمكة أربعين يوماًً ثم ساروا به إلى عاصمة الدولة العثمانية اسطنبول لكنهم قتلوه بالطرق على البحر وبقي جسده مطروحاً ثلاثة أيام ثم رموا جسده في البحر .
وقد كانت شهادته قدس سره في اليوم الخامس عشر من شهر رجب المرجب من عام 965هـ ، عن عمرٍ مبارك لم يتجاوز الرابعة والخمسين أو الخامسة والخمسين عاماً .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنظر/
1- مقدمة كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ج1 ص160 – 209 .
2- أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين العامليج7 ص143 – 158 .
3- مقدمة كتاب منية المريد ص9 – 46 .
4- موقع مركز آل البيت عليهم السلام العالمي للمعلومات الالكتروني .
5- موقع مركز الهدى للدراسات الإسلامية الالكتروني .