مسلم بن عقيل عليه السلام

مسلم بن عقيل عليه السلام

اسمه ونسبه:

هو مسلم بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم . وأمه: أم ولد يقال لها ( حيلة ) وقيل ( علية ) .

 

قيل في حقه:

1- قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام في حق ولد عقيل : (( … وإن ولده لمقتول في محبة ولدك ، فتدمع عليه عيون المؤمنين ، وتصلى عليه الملائكة المقربون … )) .

2- مدحه الإمام الحسين عليه السلام في كتابه إلى أهل الكوفة بقوله: (( … أنا باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل … )) .

 

سفيراً للحسين عليه السلام:

أرسل الإمام الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل إلى الكوفة سفيراً له ، فخرج من مكة في منتصف شهر رمضان المبارك ووصل للكوفة في الخامس من شهر شوال من عام 60هـ ، فنزل في دار المختار الثقفي رحمه الله تعالى ، وقد وافت الشيعة مسلماً في دار المختار واستمعوا منه لرسالة الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام التي جاءهم بها وبايعوه على السمع والطاعة ، وقد بلغ عدد المبايعين ثمانية عشر ألفاً ( وقيل أربعين ألفاً ) ، فكتب مسلم بن عقيل إلى الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام مع عابس الشاكري بخبره باجتماع أهل الكوفة على طاعته وانتظارهم لأمره ، وكان ذلك قبل مقتل مسلم بسبع وعشرين ليلة .

 

انقلاب أهل الكوفة:

عندما دخل ابن زياد الكوفة ، أخذ يُرهب الناس ويهددهم ويعتقل كبار شخصيات الكوفة ، ويبث الأخبار بقدوم جيشٍ جرار من الشام ، وقام أيضاً بإغراء آخرين بالمال الأمر الذي أدَّى إلى تقهقر الناس عن مسلم بن عقيل عليه السلام حتى لم يبق مع مسلم إلا عشرة رجال ، صلى بهم جماعة ، فلما انتهى التفت إلى خلفه فلم يجد أحداً منهم . فخرج يسير في شوارع الكوفة حتى يهتدي إلى طريق للخروج من الكوفة قبل إلقاء القبض عليه كي يُبلغ الإمام الحسين عليه السلام بانقلاب الأوضاع كي لا يقع في حبائل الغدر والخيانة .

 

مسلم وابن ابن زياد:

بعد ابتعاد الناس عن مسلم بن عقيل أصدر ابن زياد أوامره بتحرّي بيوت الكوفة وتفتيشها بحثاً عن مسلم بن عقيل عليه السلام الذي كان قد اختبأ في بيت طوعة . فلما علم ابن زياد بمكانه ، أرسل له جيشاً لإلقاء القبض عليه ، فقاتلهم مسلم بن عقيل عليه السلام أشد قتال ، إلا أن الأقدار شاءت فوقع بأيدي قوات ابن زياد . فأرسلوه إلى القصر فدارت بينه وبين ابن زياد مشادة كلامية غليظة حتى انتهت بقول ابن زياد لمسلم عليه السلام: إنك مقتول ، ثم أمر ابن زياد جلاوزته أن يصعدوا به أعلى القصر ، ويضربوا عنقه ويلقوا بجسده من أعلى القصر .

 

استشهاده:

استشهد سلام الله عليه في اليوم التاسع ( وقيل الثامن ) من شهر ذو الحجة الحرام من عام 60هـ . وقد قام ابن زياد بإرسال رأسه ورأس هاني بن عروة إلى يزيد في اليوم التالي وأما الجسدان الشريفان فقد شَدَّهُما الجلادون بالحبال وجُرّا في أزقة الكوفة وأسواقها .

ولما ورد نعيه ونعي هاني بن عروة إلى الإمام الحسين عليه السلام ، جعل يقول: (( رحمة الله عليهما )) ، وقد كرر ذلك ثم دمعت عينه .

يقول السيد الباقر بن السيد محمد الهندي في نعيه:

سقتك دما يا بن عم الحسين *** مدامع شيعتك السافحه

ولا برحت هاطلات الدموع *** تحييك غادية رائحة

لأنك لم ترو من شربة *** ثناياك فيها غدت طائحه

رموك من القصر إذ أوثقوك *** فهل سلمت فيك من جارحه

تجر بأسواقهم في الحبال *** ألست أميرهم البارحة

أتقضي ولم تبكك الباكيات *** أما لك في المصر من نائحه

لئن تقض نحبا فكم في زرود *** عليك العشية من صائحه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنظر/

1- أنصار الحسين عليه السلام ، لشمس الدين ، ص124 .

2- مستدركات علم رجال الحديث ، للشاهرودي ، ج7 ص413 – 414 .

3- معجم رجال الحديث ، للسيد الخوئي ، ج19 ص165 – 166 .

4- قاموس الرجال للتستري ، ج10 ص65 – 67 .

5- أبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام ، للسماوي ،ص78 – 88 .

6- فيض العلام في عمل الشهور ووقائع الأيام ص77 ، ص125 .

7- تقويم الشيعة ص427 – 428 .

8- مقتل الحسين عليه السلام للمقرّم ص147-148 .

9- انساب الأشراف للبلاذري ص77 – 88 .

10- فضل الكوفة ومساجدها ، للمشهدي ، ص86 – 87 .

11- الأعلام للزركلي ج7 ص222 .